مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 291 - الجزء 1

  وبالواو وحده قال الله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ⁣(⁣١) أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ}⁣[الأنعام: ٨١]، ونحو: «جاء زيد وما يركب عمرو»، وكقول الشاعر:

  ١١٢ - وَلَقَدْ خَشِيْتُ بأَنْ أموت ولم تَدُرْ ... للحرب دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ(⁣٢)

  وبالضمير وحده كقوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}⁣[آل عمران: ١٧٤]، وقول عنترة:


=

الشاهد فيه: قوله: «ولم أُذْنِب» وهو مضارع منفي، والجملة حالية مربوطة بالواو والضمير.

(١) ولا يقال: في تخافون ضمير، فتكون الجملة بالواو والضمير، لأنا نقول: صاحب الحال الضمير في أخاف، والضمير في تخافون للمخاطبين، ومن شرط الضمير أن يعود إلى صاحب الحال. اهـ

(٢) البيت لعنترة بن شداد وهو من البحر الكامل.

اللغة: «خشيت» خِفْتُ «دائرة» أراد بالدائرة الهزيمة فقد شبه الحرب بالرحى، وأثبت لها الدائرة.

الإعراب: (ولقد) اللام واقعة في جواب قسم محذوف تقديره: والله لقد، وقد حرف تحقيق (خشيت) فعل وفاعل (بأن) الباء زائدة، وأنْ مصدرية ناصبة (أموت) فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، والجملة من أن المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لخشيت (ولم) الواو واو الحال ولم حرف نفي وجزم وقلب (تدر) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون (للحرب) جار ومجرور متعلق بتدر أو بمحذوف حال من دائرة (دائرة) فاعل تدر مرفوع بالضمة الظاهرة (على ابني) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لدائرة وابني مضاف و (ضمضم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة والجملة من الفعل المنفي تدر وفاعله في محل نصب حال عن مفعول خشيت. والمعنى: والله لقد أخاف الموت والحال أنه لم تدر للحرب دائرة على المذكورين، لا الموت على أي وجه. (هامش خبيصي).

الشاهد فيه: قوله: «ولم تدُرْ» حيث وقعت الجملة المضارعية المنفية حالاً مقروناً بالواو بلا ضمير وهذا جائز.