مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 290 - الجزء 1

  التنزيل كالآية وفي فصيح الكلام، وأما الجملة الفعلية فتنقسم إلى مضارع وماض، وكل واحد إلى مثبت ومنفي وقد بينه الشيخ بقوله: (والمضارع المثبت بالضمير وحده) كقوله تعالى: {وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٨٦}⁣[الأعراف]، أي: عمهين ونحو: «جاء زيد يضحك»، والوجه في ذلك أن الفعل المضارع بمنزلة اسم الفاعل في المعنى والزنة، فأجري مجراه في الاستغناء عن الواو⁣(⁣١) (وما سواهما) أي: ما سوى الجملة الاسمية و [الفعل] المضارع المثبت فهو (بالواو والضمير) جميعاً (أو بأحدهما) أي: الواو أو الضمير.

  فمثال المضار ع المنفي، بالواو والضمير نحو: «جاءني زيد وما يركب»، قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ⁣(⁣٢) عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ١١٩}⁣[البقرة]، وقول كعب بن زهير:

  ١١١ - لا تأخذنَّي بأقوال الوشاة ولَمْ ... أُذْنِبْ ولو كَثُرَتْ فيَّ الأقاويلُ(⁣٣)


(١) عبارة «الرصاص» فكما أنَّ اسم الفاعل إذا وقع حالاً بالضمير وحده من غير واو فكذا المضارع المثبت. منه.

(٢) الحجة على قراءة الرفع، ولا تُسأل بتغيير الصيغة ولا للنفي وأما إذا كانت للنهي فهي إنشائية، وهي لا تكون حالاً.

(٣) البيت لكعب بن زهير، وهومن بحر البسيط.

اللغة: «الوشاة» جمع الواشي وهو النمام، ووشى به إلى السلطان (وشاية) أي: سعى.

الإعراب: (لا) ناهية (تأخذني) تأخذ فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت وياء المتكلم مفعول به (بأقوال) جار ومجرور متعلق بالفعل تأخذ، وأقوال مضاف و (الوشاة) مضاف إليه (ولم) الواو واو الحال ولم حرف نفي وجزم وقلب (أذنب) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال عن مفعول «لا تأخذني» (ولو) الواو حرف عطف ولو شرطية غير جازمة (كثرت) كثر فعل ماض والتاء تاء التأنيث وهو فعل الشرط لا محل له من الإعراب (فيَّ) جار ومجرور متعلق بالفعل كثر (الأقاويل) فاعل كثرت وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وجواب الشرط محذوف دل عليه سابق الكلام.

=