مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 295 - الجزء 1

  ومثال⁣(⁣١) الماضي المنفي بهما: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ}⁣[البقرة: ٢٦٧]، وبالواو وحده كقول الشاعر:

  ١١٨ - دهم الشتاء ولست أَمْلِكُ عُدَّةً ... والصَّبْر في السَّبُرَاتِ غير مُطِيْعِ(⁣٢)

  وبالضمير وحده نحو: «جاءني زيد ما خرج غلامه» (ولا بُدَّ في الفعل الماضي المثبت) حيث وقع حالاً (من «قد» ظاهرة) كما بَيَّنَّا (أو مقدرة) كقوله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}⁣[النساء: ٩٠]، فيما هو بالضمير وحده وقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا}⁣[البقرة: ٢٨]، فيما هو بالواو والضمير أي: قد حصرت صدورهم وقد كنتم أمواتاً، والوجه في ذلك أن الماضي المثبت يدل على الانقضاء والحال على عدمه، و «قد» تُقَرِّبُ الماضي من


= عند الكوفيين والبصريين جميعاً حيث لم يختلفوا في جواز ترك الواو ما دام في جملة الحال ضمير يربطها بصاحب الحال، ولكنهم يختلفون في جواز ترك (قد) فالكوفيون يجيزون تركها والبصريون لا يجيزون ذلك.

(١) ما ورد من التمثيل في قوله: ومثال الماضي المنفي ... إلخ ثابت في نخ (أ، ج، د) والذي في نخ (ب): ومثال الماضي المنفي: جاء زيد وما ركب فيما هو بالواو، والضمير وجاء زيد، وما ركب عمرو فيما هو بالواو وحده ونحو جاء زيد ما ركب فيما هو بالضمير وحده اهـ فليعلم. (تعليق).

(٢) البيت من بحر الكامل وهو بلا نسبة في الدرر وهمع الهوامع للسيوطي وشرح عمدة الحفاظ.

الإعراب: (دهم) فعل ماض مبني على الفتح، (الشتاء) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، (ولست) الواو حالية، وليس فعل ماض ناقص ناسخ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء اسمها (أملك) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا (عدةً) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره والصبر الواو استئنافية، (والصبر) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (في السبرات) جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال (غير) خبر، (مطيع) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله (ولست أملك عدة) حيث اكتفي بالواو رابطاً منفرداً في جملة الحال المصدرة بليس والأكثر اجتماع الواو والضمير كقوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ}⁣[البقرة: ٢٦٧].