[المنصوبات]
  وبدليل دخول نون الوقاية على عدا نحو: قوله:
  ١٣١ - تُمَلُّ(١) الندامى ما عداني فإنني ... بكل الذي يهوى نديمي مولع(٢)
  وعند الأخفش وغيره أنَّ ما فيها زائدة وهما حرف جر(٣) (و) جاءني القوم
=
الشاهد فيه هنا: قوله: «ما خلا الله» حيث نصب لفظ الجلالة على أنه مفعول به، لسبق خلا (بما) المصدرية، وما المصدرية لا يكون بعدها إلا فعل، وفيه شاهد آخر: وهو توسط المستثنى بين جزأي الكلام في قوله (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) يريد: (ألا كل شيء باطل ما خلا الله).
(١) فيه ضمير يعود على متقدم والندامى مفعول.
(٢) ورد هذا البيت بلا نسبة، وهو من بحر الطويل.
اللغة: (تُمَلُّ): مضارع مبني للمجهول من الملل وهو السأم و (الندامى): جمع ندمان مثل سكران وسكرى والندمان ومثله النديم وهو الجليس على الشراب (مولع): بمعنى مُغرَى من قولك أولع فلان بكذا إذا أغري به وأحبه وهو من الأفعال الملازمة للبناء للمجهول.
الإعراب: (تُمَلُّ) فعل مضارع مبني للمجهول (الندامى) نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (ما) مصدرية (عداني) عدا فعل ماض دال على الاستثناء وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً يعود على البعض المفهوم من الكل السابق، وما المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب بلا خلاف: إما على الظرفية الزمانية على حذف مضاف أو على الحالية على التأويل باسم الفاعل وتلك الحال فيها معنى الاستثناء، والتقدير على الأول: تمل الندامى وقت مجاوزتهم إياي، أو مجاوزين إياي على الثاني، والمعتمد كما في شرح التصريح هو الأول فإن كثيراً ما يحذف اسم الزمان وينوب عنه المصدر (فإنني) الفاء دال على التعليل إن حرف توكيد ونصب والنون للوقاية وياء المتكلم اسمها (بكل) جار ومجرور متعلق بمولع الآتي وكل مضاف و (الذي) مضاف إليه (يهوى) فعل مضارع (نديمي) نديم فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء ونديم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه وجملة الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد إلى الموصول محذوف تقديره يهواه (مولع) خبر إنَّ مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (ما عداني) فإن عدا في هذا الموضع فعل بدليل دخول نون الوقاية وبدليل تقدم ما المصدرية عليها وإنما كانت الياء مفعولاً به لوجود نون الوقاية.
(٣) في (ب): أنهما حرف جرِّ وأنَّ (ما) فيهما زائدة، وفي (د، ج) كالأصل.