[المنصوبات]
  (يليه) أي: يلي الاسم لم يفصل بينهما فاصل، فإذا جمع الشروط فهو حينئذ (مبني) على الفتح لتنزُّل الصفة والموصوف منزلة اسم واحد (ومعرب) وإعرابه (رفعاً) على محل الاسم(١) (ونصباً) على لفظه وإن كان الاسم حركته بنائية وحركة النعت إعرابية؛ فلأن البناء في المنعوت عارض فأشبهت حركته حركة الإعراب (مثل: «لا رجل ظريف») هذا مثال ما جمع القيود (وظريفٌ وظريفاً) وكذلك فيما تكرر المنفي(٢) فيه بعد لا نحو: «لا ماء ماءً بارداً» (وإلا(٣)) تجتمع الشروط المذكورة بل يختل منها ولو شرطاً واحداً (فالإعراب) رفعاً على المحل ونصباً على اللفظ. مثاله في تابع المعرب: «لا(٤) غلام رجل ظريف وظريفاً»، وفي النعت الثاني «لا رجل ظريف كريم وكريماً»، ومثاله في النعت المضاف «لا رجل صاحبُ صدق وصاحبَ صدق»، ومثاله في المفصول بينه وبين الاسم «لا رجل في الدار ظريف وظريفاً».
  (والعطف(٥)) بالحرف (على اللفظ) أي: على لفظ اسم لا (وعلى المحل) أي:
(١) في بقية النسخ: محل اسم لا.
(٢) يعني: لا فرق بين عدم تكرر المنفي نحو: «لا رجل»، وبين تكرره نحو: «لا ماء ماء»، فإنه يجوز في نعتهما الثلاثة الوجوه فالمقصود أنه يجوز هنا في بارد البناء والإعراب على اللفظ في المحل. وفي (الخالدي) فإن شئت بنيت الثاني نظراً إلى كونه تكريراً لفظياً، وإن شئت أعربته رفعاً ونصباً؛ لأنك لما وصفته صار مع صفته كأنه وصفٌ للأول، وأما الوصف أعني بارداً فليس فيه إلا الإعراب فينظر.
(٣) أي: وإن لم يكن النعت كذلك بل كان غير أول مضافاً أو مشبهاً به أو مفصولاً. (غاية).
(٤) لانتفاء الوجه الأول والثالث من الثلاثة الأوجه المذكورة؛ إذ ليس هو المبني وأيضاً بعد منها. (نجم).
(٥) أي: على اسم لا المبني إذا كان المعطوف نكرة بلا تكرير «لا» في المعطوف فإنه إذا كان المعطوف معرفة وجب رفعه نحو: «لا غلام لك والفرسُ» وإذا كان «لا» مكرر في المعطوف فحكمه ما علم في قوله: «لا حول ولا قوة إلا بالله». (جامي). وسائر التوابع لا نص عنهم فيها لكن ينبغي أن يكون حكمها حكم توابع المنادى، كذا ذكره الأندلسي. (جامي).