مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 345 - الجزء 1

  وأما قول الشاعر:

  ١٥٣ - ألا رجلاً جزاه الله خيراً ... يدل على محصلة تبيتُ(⁣١)

  فليس من هذا الباب بل نصب رجلاً بفعل مقدر تقديره ألا تُروني رجلاً، وقال يونس: هو من هذا الباب ونَوَّنَه مضطراً (والتمني) نحو: «ألا ماء أشربه» (والعرض) نحو: «ألا نزول عندي».

  (ونعت) اسم لا (المبني) لا المعرب وذلك في النعت (الأول⁣(⁣٢)) من النعوت والصفات ويكون (مفرداً) يحترز من المضاف والمشبه به كما تقدم، وذلك النعت


= وتجشؤ مضاف وكاف المخاطبين مضاف إليه، والميم علامة الجمع (حول) ظرف مكان منصوب متعلق بتجشؤ، وحول مضاف و (التنانير) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: قوله: (ألا طعان ألا فرسان) حيث عملت ألا عمل لا النافية للجنس لأن معناها، وإن كانت ألف الاستفهام داخلة عليها للتقرير، كما في شرح شواهد سيبويه، وفي المغني وغيره أنها للإنكار، والتوبيخ، وفي همع الهوامع: أنها للتقرير والإنكار التوبيخي، والله أعلم.

(١) ينسب هذا البيت لعمرو بن قعاس أو قنعاس المرادي المذحجي، وهو من بحر الوافر.

اللغة: «المحصلة» المرأة تحصل تراب المعدن.

الإعراب: (ألا) أداة عرض (رجلاً) مفعول به لفعل مضمر تقديره ألا تروني رجلاً (جزاه) فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر وهاء الغائب مفعول به أول (الله) لفظ الجلالة فاعله مرفوع بالضمة الظاهرة (خيراً) مفعول ثان، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها من الإعراب ابتدائية (يدل) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على رجل، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة لرجل (على محصلة) جار ومجرور متعلق بيدل (تبيت) فعل مضارع ناقص واسمه ضمير مستتر يعود على محصلة، وخبره في بيت بعد هذا قوله: ترجل ... الخ.

الشاهد فيه: قوله: (ألا رجلاً) حيث وقعت ألا للعرض والتحضيض، وهي تختص بالجملة الفعلية لذا يقدر بعدها فعل محذوف والمعنى: ألا ترونني رجلاً، وهذا مذهب الخليل وسيبويه.

(٢) الأول زائد مستغنى عنه؛ لأنه لو قال: ونعت المبني مفرداً يليه استغني عن ذكر الأول لأن النعت إذا كان يليه كان أولاً.