مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[التوابع]

صفحة 393 - الجزء 1

  (ومن ثم لم يوصف ذو اللام إلا بمثله) نحو: «مررت بالرجل الكريم» ولا يوصف بالعلم إذ لا يدل على معنى⁣(⁣١) ولأنه أعرف ويوصف العلم بالمبهمات وما بعدها كما تقدم (أو بالمضاف إلى مثله) أي: أو يوصف ذو اللام بالمضاف إلى مثله نحو: «مررت بالرجل صاحب القوم» لا بما عداه من المعارف لأنها أعرف منه فلا تقول «مررت بالرجل هذا ولا صاحب زيد»، وتجعل ذلك صفة ونحو ذلك (وإنما التزم وصف باب هذا بذي اللام⁣(⁣٢) للإبهام) كأن الشيخ استشعر سؤلاً وهو أن يقال: إذا كان الاسم يوصف بمثله أو بالمضاف إلى مثله فَلِمَ قلتم: لا يصح وصف اسم الإشارة إلا بذي اللام فقط دون سائر ما دونه من المعارف وما يساويه منها؟ والجواب ما ذكره الشيخ أنه إنما يؤتى بالصفة لتبيين اسم الإشارة؛ إذ هو مبهم لإطلاقه على كل مشار إليه، ونحن نريد أن نشير به إلى ذات من الجنس مخصوصة وتعيين الجنس إنما هو باللام لتحصل الفائدة فلهذا وصف اسم الإشارة باسم الجنس، لتبيين الجنس، وتعيين الجنس باللام كما ذلك ظاهر (ومن⁣(⁣٣) ثم ضعف: مررت بهذا الأبيض⁣(⁣٤)) إذ الأبيض لم يبيِّن حقيقة الذات المشار إليها لإطلاقه على كل أبيض حيوان أو غيره آدمي، أو غيره فلم يكن للصفة ثمرة حينئذ (وحسن: مررت بهذا العالم) إذ به تبين أن المشار إليه إنسان فجاءتنا الصفة بفائدة زائدة.


(١) في (الخبيصي) يكون ما عدا ذلك من المعارف أخص منه فقط.

(٢) وحمل عليه الموصول؛ لأنه مع صلته مثل ذي اللام مثل «مررت بهذا الذي أكرم» أي: الكريم. (جامي).

(٣) أي: ومن أجل أن المراد من وصف المبهم تبيين حقيقة الذات المشار إليها. (نجم الدين).

(٤) لأن الأبيض عام ولا يخص نوعاً دون نوع آخر كالفرس والإنسان والبقر، والغنم. والله أعلم.