مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 5 - الجزء 2

[المبنيات]

  (المبني⁣(⁣١) ما⁣(⁣٢) ناسب مبني الأصل) وهو الفعل الماضي، وفعل الأمر، والحرف⁣(⁣٣)، فما ناسبه أي: ما شابهه كما يأتي، أو شابه الذي يشابهه كالمنادى⁣(⁣٤) المضموم المشبَّه بكاف الخطاب، وفَجَار وفساق وحذام أشبهت اسم الفعل⁣(⁣٥)، وكل ذلك مبني، ويدخل في المناسبة؛ إذ هي أعم من المشابهة؛ ولذلك لم يقل: ما شابهه؛ لئلا يخرج مشابه المشابه كما ذكرنا، فيبنى ما ناسب المبني لوجود علة البناء فيه، وهي المناسبة (أو⁣(⁣٦)) لم يوجد في الاسم علة توجب بناءه، بل عدم فيه سبب الإعراب، وذلك حيث⁣(⁣٧) (وقع غير مركب) كأسماء الأعداد والتعداد⁣(⁣٨) وحروف الهجاء؛ إذ موجب الإعراب هو التركيب كما تقدم. فَبُنِيَ هذا لذلك، فحينئذٍ للبناء طريقان هذه والأولى كما بُيّن.


(١) ولما كان المبني مقابلاً للمعرب واعتبر في المعرب أمران: التركيب، وعدم المشابهة لمبني الأصل - كان المبني ما انتفى فيه مجموع الأمرين: إما بانتفائهما معاً، أو انتفاء أحدهما فقط، فكلمة أو هاهنا لمنع الخلو. (جامي)

(٢) وهذا الحد لا يصح إلا لمن يعرف ماهية المبني على الإطلاق، ولا يعرف الاسم المبني؛ إذ لو لم يعرفها لكان تعريفاً للمبني بالمبني؛ لأنه ذكر في حد المبني لفظ المبني. (جامي).

(٣) وإنما جعلت هذه مبنيات الأصول دون غيرها لأن الإعراب لا يدخلها لا لفظاً، ولا تقديراً، ولا محلاً بخلاف غيرها. غاية.

(٤) وإنما بني المنادى المضموم لمشابهته الكاف في أدعوك، والكاف في أدعوك شابه الكاف في اسم الإشارة، وهو ذلك الرجل. «رصاص».

(٥) وهو نزال، ونزال أشبه فعل الأمر وهو انزل.

(٦) وليست «أو» هذه التي يفسد بها الحد؛ لأن المراد بها هاهنا ما كان على أحد هذين الوضعين، وإنما يفسد بها الحد إذا كان المراد بها الشك. (شرح ابن الحاجب).

(٧) في (ب): بأن.

(٨) أسماء الأعداد نحو: اثنان ثلاثة ... إلخ. ومثال التعداد: زيد عمرو بكر. تمت مناهل.