[المبنيات]
  (وحكمه(١)) أي: حكم المبني (أن لا يختلف آخره باختلاف العوامل)، بل على وتيرة واحدة في حالة الرفع نحو: «جاءني هؤلاء»، والنصب نحو: «رأيت هؤلاء»، والجر نحو: «مررت بهؤلاء» فاللفظ على صفة واحدة، والرفع والنصب والجر مقدرات على محله بخلاف المعرب فيختلف آخره كما تقدم.
  (وألقابه(٢)) أي: ألقاب حركات البناء (ضم) في شيء منه سَيُبين، (وفتح) في شيء منه وسَيُبَيَّن، (وكسر) في شيء منه وسَيُبَين أيضاً، (ووقف) في شيء منه وسَيُبَين وهو الأصل في المبنيات، وما بني على حركة فلعلة غالباً(٣)، وهذا عرف البصريين(٤) الفرق بين حركة الإعراب والبناء، فيسمون حركات البناء ألقاباً
(١) قيل: الأولى أن يرجع الضمير من قوله: «وحكمه» إلى القسم الأول من المبني، وهو أن يكون بناه للمناسبة؛ لئلا يلزم أن يكون الاسم الذي سبب بناه عدم التركيب مبنياً بعد التركيب مع أنه معرب، وفيه بحث؛ لأن المصنف لم يدَّعِ الدائمة، بل معنى كلامه أن لا يختلف آخره ما دام فقد فيه سبب الإعراب لا دائماً. فتأمل. تمت والله أعلم وأحكم.
(٢) أي: ألقاب حركاته، فتسامح الشيخ بقوله: وألقابه فأضاف الألقاب إلى المبني وإن كانت للحركات؛ لأن الشيء يضاف إلى الشيء بأدنى ملابسة، فلما كانت الألقاب لحركاته أضافها إليه تجوزاً. رضي. وقوله: وألقابه وإنما قال: وألقابه في البناء وفي الإعراب وأنواعه لأن أنواع الإعراب مختلفة بالحقيقة لدلالة كل واحد منها على معنى، بخلاف ألقاب البناء؛ فإنه ليس منها المراد الألفاظ. (متوسط).
(٣) احترازاً من البناء في نحو: يا غلامي؛ فإن الأصل فيه الفتح عند النحاة، والسكون عارض على ما تقدم؛ لأنه اسم على حرف واحد فقوي بالفتحة.
(٤) قوله: وهذا عرف البصريين كلام البصريين أولى؛ لأنه لما فرق بين المبني والمعرب احتاج في ذلك إلى الفرق بين حركة البناء وحركة الإعراب. وخص المبني بالألفاظ اللغوية؛ لأنه باقٍ على أصل اللغة، ولما اصطلح على الإعراب في الأسماء وجب أن يؤتى بإعراب مصطلح، وقد تقدم. (إسماعيل).
(*) وبين الضم والرفع عموم وخصوص، أما كون الرفع أعم من الضم فلوقوعه على الضم والواو والألف، وأما كونه أخص فلأن الرفع علامة للعمدة، وقد لا يكون كما في «حيث» وكذلك الكلام في الجر. (نجم الدين).