مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 53 - الجزء 2

  {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الصمد]، فلفظ «هو» هاهنا ضمير الشأن، وزيد مبتدأ، وقائم خبره، والجملة خبر عن ضمير الشأن، وتفسير له وهذا مثال المنفصل؛ لأنه مبتدأ، لا يجد بما يتصل به؛ إذ عامله معنوي، وهو الابتداء، ومثال ضمير القصة قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ⁣(⁣١) شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنبياء: ٩٧]، (وكان زيد قائماً) هذا مثال⁣(⁣٢) المستتر؛ لأن ضمير الشأن اسم كان ومستتر فيها، ومنه قوله تعالى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}⁣[ق: ٣٧]، و {كَادَ⁣(⁣٣) يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}⁣[التوبة: ١١٧]، وقول الشاعر:

  ٢٣٠ - إذا مُتُّ كان الناسُ نصفانِ شامتٌ ... وآخرُ مثنٍ بالذي كنت أصنعُ(⁣٤)


= يعمل فيه إلا الابتداء، أو ناسخ له، والجار ليس شيئاً منهما.

(١) قال صاحب المجيد فيه: هي ضمير القصة، أعني: قوله: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ} فشاخصة: خبر، وأبصار: مبتدأ، ولا يجوز ارتفاع أبصار بشاخصة؛ لأن ضمير الشأن والقصة يلزم بعده الجملة مصرحاً بجزئيتها، ويجوز على مذهب الكوفيين، وقال الفراء والزمخشري: هي ضمير الأبصار، وقال الفراء أيضاً: هي عماد، وهذا أحد قولي الكسائي في إجازة تقديم ضمير الفصل مع الخبر على المبتدأ، وأجاز هو القائم، وفي الآية أبصار الذين كفروا هي شاخصة، وهذا أيضاً على مذهب من يجيز العماد قبل النكرة. (منه)

(٢) عبارة الرضي: ويكون منفصلاً بارزاً في بابي: «إنَّ، وظَنَّ»، ومتصلاً مرفوعاً مستتراً في بابي «كان، وكاد» اهـ. منه.

(٣) وإنما حكموا في باب كاد بضمير الشأن لأنك لو جعلته من باب التنازع وأعملت الثاني - وهو تزيغ - وجب أن يقال: كدن أو كادت؛ لأنه ضمير القلوب، وإن أعملت كاد أخرت اسمها - وهو قلوب - عن خبرها وهو تزيغ، وهو خلاف وضعها. إسماعيل.

(٤) البيت من بحر الطويل وهو للعجير السلولي.

اللغة: (شامت) الذي يفرح بمصيبة غيره، وبابه سلم، (مثنٍ) أي: مادح.

الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه، (متُّ) مات: فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، (كان) فعل ماض ناقص، واسمها ضمير الشأن محذوف، (الناس) مبتدأ مرفوع بالضمة، (نصفان) خبر =