[المبنيات]
  وهذا منفصلٌ؛ لأن «ما» حرف كما تقدم، (و «إنه زيد قائم»)، و {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ}[الجن: ١٩]، وقول الشاعر:
  ٢٣٢ - نَخَلَت له نفسي النصيحة إنه ... عند الشدائد تذهب الأحقاد(١)
  وهذا مثال المنصوب بحرف، ومثال المنصوب بفعل قول الشاعر:
  ٢٣٣ - علمته الحق لا يخفى على أحد ... فكن محقاً تنل ما شئت من ظفر(٢)
(١) البيت من بحر الكامل وهو من مقطوعة لعويف بن معاوية بن حصن من شعراء الدولة الاموية، ويجوز أن يروى: «أنه» بفتح الهمزة، والمعنى: لأنه عند الشدائد ... إلخ، وروايته بالكسر على الاستئناف.
اللغة: (نخلت) بالخاء المعجمة نخله: صفاه واختاره، (الأحقاد) جمع حقد، وهو الظغن يقول: محضت النصيحة؛ لأن الضغائن تفارق وتذهب عند الشدائد.
الإعراب: (نخلت) نخل: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، (له) جار ومجرور متعلق بنخل، (نفسي) فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء، ونفس مضاف وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، (النصيحة) مفعول به منصوب، (إنه) إن: حرف ناسخ والهاء ضمير الشأن مبني على الضم في محل نصب اسمها (عند) ظرف متعلق بتذهب الآتي، وعند مضاف، و (الشدائد) مضاف إليه مجرور بالكسرة، (تذهب) فعل مضارع مرفوع، (الأحقاد) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، الجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن.
الشاهد فيه: (إنه) حيث أتى اسم إنَّ ضمير الشأن وجملة (تذهب الأحقاد) خبر إنَّ مفسرة لضمير الشأن.
(٢) هذا البيت من بحر البسيط وهو غير منسوب في مراجعه.
اللغة: (محقاً) من أحق إذا قال الحق، والحق ضد الباطل، (تنل) تعط، (الظفر) الفوز.
الإعراب: (علمته) علم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء ضمير الشأن مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول، (الحق) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، (لا) نافية، (يخفى) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً يعود على أحد، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره تفسير لضمير الشأن في محل نصب مفعول ثانٍ لعلم، (على أحد) جار ومجرور متعلق بيخفى، (فكن) الفاء استئنافية، وكن: فعل أمر =