[المبنيات]
  (وحذفه) أي: حذف ضمير الشأن في حال كونه (منصوباً ضعيف) كقول الشاعر:
  ٢٣٥ - إنَّ مَنْ(١) يدخل الكنيسة يوماً ... يلق فيها جآذراً وظباء(٢)
  أي: إنه، ووجه ضعفه أنه حذف لضمير مراد لا دليل عليه، فأما المرفوع فلا يجوز حذفه(٣) بطريق الأولى؛ لأنه عمدة (إلا مع أن إذا خففت فإنه لازم)
(١) فإن وقوع «مَنْ» الشرطية في البيت بعد «إنَّ» دليل على كون ضمير الشأن محذوفاً؛ إذ لو لم يكن مقدراً لأدى إلى دخول «إنَّ» على «مَنْ» الشرطية، وذلك ممتنع. (سعيدي)؛ لأنها تستحق صدر الكلام، وهو لا يدخل ذو تصدر على مثله.
(٢) البيت من بحر الخفيف وينسب للأخطل.
اللغة: (الكنيسة) للنصارى، (الجؤذر) ولد البقر الوحشية، فالجمع جآذر وهي هنا كناية عن الأولاد. يقول: إن من يدخل كنيسة النصارى يوماً يرى نساء كالجآذر، وشبههن بالجآذر وسكت عنهن، وأراد المشبه وهذا على سبيل الاستعارة التصريحية.
الإعراب: (إنَّ) حرف توكيد ونصب، واسمها ضمير الشأن محذوف، (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، (يدخل) فعل مضارع مجزوم بمن وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مَنْ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر إنَّ، (الكنيسة) مفعول به منصوب، (يوماً) ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو متعلق بالفعل يدخل، (يلق) فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الألف، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره: هو (فيها) جار ومجرور متعلق بالفعل «يلق»، (جآذراً) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، (وظباء) الواو حرف عطف، وظباء معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (إن من يدخل الكنيسة) حيث حذف اسم إن، وهو ضمير الشأن، ولا يجوز اعتبار «مَن» اسمها؛ لأنها شرطية، بدليل جزمها الفعلين، والشرط له الصدر في جملته، فلا يعمل فيه ما قبله.
(٣) ومثاله مرفوعاً، أي: ضمير الشأن:
هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي
وذلك قبل دخول العوامل.