[المبنيات]
  تقديره نحو: قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}[يونس]، أي: أنه، وقول الشاعر:
  ٢٣٦ - في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا ... أنْ هالكٌ كلُّ من يَحْفَى وينتعل(١)
  والعلة في ذلك أن «إنَّ» المكسورة التي هي فرع على أن في العمل قد خُفِّفَت وعملت(٢) في ظاهر نحو: قوله تعالى: {وَإِنْ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ}[هود: ١١١]، وأنّ المفتوحة بالإعمال أولى، فلما لم يأت معمولها ملفوظاً به وجب تقديره كما بيَّنّا.
(١) البيت من بحر البسيط وينسب للأعشى ميمون بن قيس، وقيل: عبدالله بن الأعور، وقيل: غيره.
المعنى: يذكر نداماه ويشبههم بسيوف الهند في مضائها وشهرتها، وأنهم يبادرون اللذات قبل أن يحين الأجل الذي يدرك كل الناس.
الإعراب: (في) حرف جر، (فتية) اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق الفعل غذوت في البيت السابق (كسيوف) جار ومجرور متعلقان بمحذوف، صفة لفتية، وقد تكون الكاف اسماً بمعنى مثل مبني في محل جر صفة، وسيوف مضاف و (الهند) مضاف إليه مجرور بالكسرة، وقد تكون الكاف اسماً بمعنى مثل في محل جر صفة (قد) حرف تحقيق، (علموا) علم: فعل ماض مبني على الضم، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، وجملة قد علموا في محل نصب حال، أو في محل جر صفة، (أنْ) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف تقديره: أنه، (هالك) خبر مقدم مرفوع بالضمة، (كل) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وكل مضاف، و (من) اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، (يحفى) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو، (وينتعل) الواو حرف عطف، وينتعل معطوف على يحفى مرفوع بالضمة، وجملة يحفى لا محل له من الإعراب صلة الموصول، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر أن المخففة، والمصدر المؤول من أنَّ ومعموليها سدَّ مسد مفعولي «علموا».
الشاهد فيه: قوله: (أن هالكٌ كلُّ من يحفى) حيث أعمل «أنْ» أن المخففة على تقدير ضمير الشأن المحذوف وجاء الخبر جملة والتقدير أنه هالك كل من يحفى وينتعل.
(٢) في الأصل: وأعملت، وفي نخ (د): وعملت ولعلها أنسب كما أثبتناه. تمت.