مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 61 - الجزء 2

  غير العقلاء:

  ٢٣٧ - ذُمَّ⁣(⁣١) المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأيام(⁣٢)

  (ويلحقها حرف⁣(⁣٣) التنبيه) من أولها، فيقال: «هذا» «هذان» إلى آخرها، (ويتصل بها حرف الخطاب⁣(⁣٤)) من آخرها، فيقال: ذاكَ، ذاكِ، ذاكما للمثنى المذكر والمؤنث، ذاكم للمذكرين، ذاكن للمؤنثات، وكان الصواب يتصل بها هاء التنبيه من أولها، ويلحقها حرف الخطاب من آخرها.

  (وهي خمسة) يعني بها أسماء الإشارة، كما مثلنا (في خمسة) وهي حروف الخطاب كما مثلنا (فتكون خمسة وعشرين) مثالاً؛ لأن كل واحد من أسماء الإشارة الخمسة، وهي «ذا وتا وذان وتان وأولاء» يخاطب بها خمسة، فكل واحد


(١) يجوز في الميم الثلاث الحركات: الضم للإتباع، والفتح للتخفيف، والكسر على أصل التقاء الساكنين.

(٢) البيت من بحر الكامل وهو لجرير بن عطية بن الخطفي من كلمة له يهجو فيها الفرزدق.

اللغة: (ذم) فعل أمر من الذم، (المنازل) جمع منزل، أو منزلة وهو محل النزول، (واللوى) بكسر اللام مقصوراً موضع بعينه، (العيش) أراد به الحياة.

المعنى: ذم كل موضع تنزل فيه بعد هذا الموضع الذي لقيت فيه أنواع المسرة، وذم أيام الحياة التي تقضيها بعد هذه الأيام التي قضيتها هناك في هناء وغبطة.

الإعراب: (ذم) فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وهو مفتوح الآخر للخفة أو مكسور على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين أو مضموم للإتباع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنت، (المنازل) مفعول به لذم، (بعد) ظرف متعلق بمحذوف حال من المنازل، وبعد مضاف و (منزلة) مضاف إليه، ومنزلة مضاف، و (اللوى) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة للتعذر، (والعيش) الواو عاطفة، والعيش معطوف على المنازل، (بعد) ظرف متعلق بمحذوف حال من العيش، وبعد مضاف وأولاء من (أولئك) مضاف إليه، والكاف حرف خطاب بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه.

الشاهد فيه: (أولئك) حيث أشار به إلى غير العقلاء وهي الأيام.

(٣) وهي كلمة (ها) فهو في الحقيقة ليس منها، وإنما هي حرف جيء به للتنبيه على المشار قبل لفظه.

(٤) ليدل على حال من يخاطبه.