مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 60 - الجزء 2

  {قَالُوا إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ⁣(⁣١)}⁣[طه: ٦٣]، ولقيل فيه: ذاان⁣(⁣٢) بألفه الأصلية وألف التثنية.

  (وللمؤنث) المفرد صيغ (تا) وهذه أفصحها وأقواها؛ إذ لا يثنى⁣(⁣٣) غيرها، وقيل: بل ذي؛ لأنها بإزاء ذا في المذكر، (وتي) بقلب الألف ياء (وته) والهاء فيها وفي ذه بدل عن الياء، (وذي) بقلب الألف ياء (وذه وتهي وذهي) بالإشباع (ولمثناه تان) في حالة الرفع، (وتين) في حالة النصب والجر، (ولجمعهما) أي: جمع المذكر والمؤنث (أولاء⁣(⁣٤) مداً⁣(⁣٥) وقصراً⁣(⁣٦)) ويستوي في هذا العقلاء وغيرهم نحو: «أولئك الرجال» و «أولئك النساء» في العقلاء، وقول الشاعر في


(١) واعلم أن للأئمة السبعة في هذه الآية أربع قراءات، أحدها: قراءة أبي عمرو: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} وهي واضحة، الثانية: قراءة حفص عن عاصم: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}، بتخفيف نون «إنْ» وإلغائها عن العمل، الثالثة: قراءة ابن كثير: {إِنْ هَذَانِّ لَسَاحِرَانِ} بتخفيف نون «إن» وتشديد نون هذان وإلغاؤها، وهما أيضاً واضحان، الرابعة: قراءة الباقين: {إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}، وللنحويين فيها توجيهات: أحدها ما ذكرته في الشرح، الثاني: أن «إن» بمعنى نعم، وهذان مبتدأ، وساحران خبر مبتدأ محذوف، واللام داخلة على الجملة تقديره: لهما ساحران، قال في الكشاف: وقد أعجب منه أبو إسحاق، ومنهم من يقول: روعي لفظ «إن» لإدخال اللام وإن كانت بمعنى نعم؛ لأن للفظ حصة من المراعاة. (هطيل).

(٢) وله أن يجيب بأن حذف لإلتقاء الساكنين، فإن قيل: كان حقه أن تقلب ياء، فله أن يجيب بأنه حذف ولم تقلب فرقاً بين المتمكن وغيره. ويجاب عنه بأن يقال: إنه متمكن، فما الفرق بينهما وهو متمكن عنده كما قال؟.

(٣) لم يرد التثنية المتعارفة لأن المعرفة لا يثنى إلا إذا نكر. تمت (ح نخ مخطوط).

(٤) وقيل: أولاء بتنوين بعد الهمزة. (خبيصي)، ويكون التنوين للتنكير كما في صهٍ مع أن أولاء معرفة، فيكون فائدتها البعد حين يصير المشار إليه كالنكرة كما بين في ذلك. (نجم الدين).

(٥) في الحجاز.

(٦) في تميم.

(*) في بعض المتون بلفظ: أو قصرا.