مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 76 - الجزء 2

  فأما العائد المرفوع فلا يجوز حذفه بحال؛ لأنه عمدة، قوله (وإذا أخبرت⁣(⁣٣)) عن شيء معلوم للمخبر من وجه، ومجهول عنده من وجه آخر، وأردت أن يعلم ذلك من كلا الوجهين على صفة يكون فيها مبالغة بأن تبهم عليه أولاً وتفسره له بعد؛ ليكون أوقع في نفسه - استعنت على ذلك المقصد [بالله سبحانه وتعالى]، وتوصلت إليه (بالذي) وجعلتها مبتدأ، و (صَدَّرْتها) في أول الكلام (وجعلت موضع) اللفظ (المخبر عنه) بهذه الجملة (ضميراً لها) أي: للذي يعود إليها مستتراً إن أمكن ذلك، وبارزاً متصلاً إن أمكن، أو منفصلاً إن تعذر مرفوعاً إن كان المخبر عنه مرفوعاً، ومنصوباً إن كان المخبر عنه منصوباً، ومجروراً إن كان المخبر عنه مجروراً، فالضمير على حسب الظاهر الذي وضع هو موضعه، (و أخرته) أي: أخرت ذلك المخبر عنه الموضوع موضعه ضمير (خبراً) عن الذي (فإذا أخبرت) رجلاً قد علم ضرباً على شخص، وأردت أن تخبره من هو على وجهٍ يكون مبهماً أولاً، ومفسراً بعد مثاله: أن تريد إخباره (عن زيدٍ) الذي وقع


= بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لصفو.

الشاهد فيه: قوله: (ما المستفز الهوى) حيث حذف العائد من صلة أل وهو منصوب بالوصف المستفز، والتقدير: ما المستفزه الهوى.

(٣) قال نجم الدين: هذا بابٌ تسمية النحاة باب الإخبار بالذي والألف واللام. ومقصودهم من وضع هذا الباب تمرين المتعلم فيما تعلمه في بعض أبواب النحو من المسائل، وتذكيرهم إياها كما يتذكر مثلاً بمعرفة أن الحال والتمييز لا يخبر عنهما، وأنه يجب تنكيرهما، ومعرفة أن المجرور بحتى وكأن التشبيه لا يخبر عنهما؛ لأنهما لا يقعان مضمرين، وبمعرفة أن ضمير الشأن لا يخبر عنه، أنه يجب تصديره لغرض الإبهام قبل التفسير. (منه).

(*) ثم اعلم أنك إذا أخبرت عن ضمير المتكلم والمخاطب فلا بد أن يكون الضمير القائم مقامه غائباً برجوعه إلى الموصول، كما إذا أخبرت عن أحد ضميري ضربتك. (رضي). فلا تقول في الإخبار عن تاء ضربتك: الذي ضربتك أنا، ولا في الكاف: الذي ضربتك أنت. (منه).