مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 77 - الجزء 2

  عليه الضرب (من) هذا المثال، وهو (ضربت زيداً، قلت: الذي ضربته زيد) فقد صدرت الجملة بالذي كما ترى حيث جعلتها مبتدأ، وجعلت موضع المخبر عنه وهو زيد المفعول في المثال المذكور ضميراً متصلاً لما أمكن بارزاً لما تعذر استتاره منصوباً؛ لأنه وقع موقع المفعول عائد إلى الذي ليربط بينهما وبين الجملة بعدها، وإذا أردت أن تخبر عن ضمير الفاعل وهو التاء في المثال المذكور قلت: الذي ضرب زيداً أنا، ففي ضرب ضميرٌ مستتر لما أمكن استتاره يعود إلى الذي.

  وإذا أخبرت عن المبتدأ في «زيد قائم» قلت: الذي هو قائم زيد، تضع موضع المبتدأ ضميراً مرفوعاً بارزاً منفصلاً؛ إذ لا يمكن اتصاله؛ لأن عامله معنوي، وإذا أخبرت عن الخبر وهو قائم قلت: «الذي زيد هو قائم»، وإذا أخبرت عن المجرور في «مررت بزيد» قلت: «الذي مررت به زيد»، وإذا أخبرت عن خبر كان في «كان زيد قائماً» قلت: «الذي كان زيدٌ إياه قائم» بضمير منصوب منفصل على المختار كما تقدم⁣(⁣١)، وقس على هذا موفقاً.

  (وكذلك الألف واللام⁣(⁣٢) في الجملة⁣(⁣٣) الفعلية خاصة) لما قدمنا⁣(⁣٤)


(١) يقال: الذي تقدم حيث كان هو واسمها ضميرين، وهو هنا ليس كذلك؛ فإن الضمير هنا إنما هو الخبر وحده فلا تصح الإشارة عما تقدم. ولعله يقال: الانفصال في خبر كان أولى مطلقاً؛ إذ هو في الأصل خبر.

(٢) يعني: أن لك أن تخبر بالذي والتي وتثنيتهما وجمعهما والألف واللام بمعناهما، ذكره نجم الدين، ولا يجوز أن تخبر بغيرهما من الموصولات.

(٣) بشرط أن يكون الفعل الذي تضمنته الجملة الفعلية متصرفاً إذْ غير المتصرف نحو: «نعم وبئس وحبذا وعسى وليس» لا يجيء منه اسم فاعل، ولا مفعول، فلا تخبر باللام عن زيد في «ليس زيد منطلقاً»، وبشرط أن لا يكون في أول الفعل حرف لا يستفاد من اسم الفاعل والمفعول معناها كالسين وسوف، وحرف النفي والاستفهام، فلا تخبر باللام عن زيد في جملة «سيقوم زيد». (جامي).

(٤) من أنهما إنما يوصلان باسم فاعل ومفعول، ولا يمكن ذلك إلا في الجملة الفعلية.