مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 79 - الجزء 2

  زيد العالم» فلا تقول: «الذي جاءني العالم زيد»؛ لأنه⁣(⁣١) يؤدي إلى وصف الضمير المستتر في جاءني بالعالم، لأن حكم الضمير حكم الاسم الذي وضع هو موضعه كما بيناه أولاً، ولا تخبر عن العالم فتقول: «الذي جاءني زيد هو العالم»؛ إذ يؤدي إلى وصف زيد بـ «هو»، والمضمر لا يوصف ولا يوصف به كما بيناه⁣(⁣٢).

  (والمصدر العامل) في نحو: «ضربي زيداً قائماً» فلا يصح أن تخبر عن ضربي فتقول: «الذي هو زيداً قائماً ضربي»؛ لأنه يؤدي إلى أن يكون الضمير عاملاً في زيد النصب، فأما عن الياء التي هي فاعل ضربي أو عن المفعول وهو زيد فيجوز أيضاً، مثال الإخبار عن الياء التي هي فاعل ضربي: «الذي ضَرْبُه زيداً قائماً أنا»، ومثاله عن المفعول: «الذي ضَرْبي إياه قائماً زيدٌ» وكذا يجوز الإخبار عن المصدر غير العامل نحو: «أعجبني القيام» فتقول: «الذي أعجبني القيام» لانتفاء تلك⁣(⁣٣) العلة في العامل.

  (والحال⁣(⁣٤) والتمييز) فلا تخبر عنهما بالذي؛ لأنهما نكرتان، ويؤدي الإخبار عنهما إلى وقوع الضمير حالاً أو تمييزاً فلا تقول: «الذي ضربت زيداً إياه قائم» ولا: «الذي عشرون إياه درهم» في: «ضربت زيداً قائماً»، و «عشرون درهماً» لما قررناه أولاً.

  (والضمير المستحق لغيرها) أي: لغير الذي نحو: «زيد ضربته» فلا تخبر عن


(١) الأولى أن يقال: لئلا يلزم تقديم المفسر على المفسر. (غاية).

(٢) وأما الإخبار عن الصفة والموصوف جميعاً فيصح تقول: «الذي ضربته زيد العالم». (جامي).

(٣) وهي عدم الضمير.

(٤) لأنهما لازمان التنكير، ومن شأن الإخبار عنهما وقوعهما معرفتين، فيتناقض.

(*) في أغلب المتون كما في الرضي بدون زيادة: «والتمييز».