مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 80 - الجزء 2

  الهاء في «ضربته» المستحقة لزيد لكونها في خبره، فلا تقول: «الذي زيد ضربته هو»؛ إذ لو أعيدت الهاء من ضربته إلى زيد بقيت «الذي» بلا عائد من صلتها وهو شرط، ولا يتصور إعادة «هو» إليها؛ لأنه ليس «هو» من صلتها، بل هو خبر، وقد شرطنا أن يكون الضمير الذي يعود إليها موضع المخبر عنه، ولا يتصور إعادة الهاء إليها وهو إلى زيد؛ لأن من شرط الضمير العائد إلى زيد المبتدأ أن يكون من خبره، وخبره ضربته، [فيكون الضمير في ضربته عائداً إليه لا إلى الذي].

  (والاسم المشتمل عليه) أي: على الضمير المستحق لغير الذي مثل: «زيد ضربت غلامه⁣(⁣١)» فلا تخبر عن غلامه المشتمل على الضمير وهو الهاء المستحق لغير الذي وهو زيد؛ لمثل ما بيناه في المسألة السابقة، فلا تقول: «الذي زيد ضربته غلامه».

  (وما⁣(⁣٢) الاسمية⁣(⁣٣)) يحترز من الحرفية فستأتي (موصولة) كما مر نحو: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}⁣[النحل: ٤٩]، (واستفهامية) نحو: «ما عندك» قال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ١٧}⁣[طه]، وهذا القسم وما بعده موضعه غير هذا الباب، لكن قصد الشيخ جمع أقسام «ما» تقريباً للحفظ.


(١) فلا تخبر عن غلامه.

(٢) وبناء «ما ومن» الموصولتين لشبه الحرف في الافتقار، وبناء الاستفهاميتين والشرطيتين لتضمن حرف الاستفهام والشرط، وبناء التامة والصفة لشبههما الموصولة لفظاً. (غاية تحقيق).

(٣) ويصيب ألفها القلب والحذف، فالقلب في الاستفهامية جاء في حديث أبي ذؤيب: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج كضجيج الحجيج أهلوا بالإحرام فقلت: مه؟ فقيل: مات رسول الله ÷. والجزائية وذلك عند إلحاق «ما» المزيدة بآخرها كقوله تعالى: {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ}⁣[الأعراف: ١٣٢]، والحذف في الاستفهامية عند إدخال حروف الجر عليها، وذلك قولك: فيمَ وبِمَ وعمَّ ولِمَ وحتامَ وإلامَ وعلامَ. مفصل.