مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 82 - الجزء 2

  ٢٥١ - عزمت على إقامة ذي صباح ... لأمرٍ مَّا يُسَوَّدُ من يسود(⁣١)

  أي: لأمرٍ عظيم. (ومَنْ⁣(⁣٢) كذلك) أي: كما في أقسامها (إلا في التمام) فلا تأتي تامة، (والصفة) فلا تكون صفة⁣(⁣٣)، فمثال الموصولة: «جاءني من جاءك» قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[الرعد: ١٥]، ومثال الموصوفة بمفرد قول حسان بن ثابت:

  ٢٥٢ - وكفى بنا فضلاً على مَنْ غَيرِنا ... حُبُّ النبي محمدٍ إيّانا(⁣٤)


(١) تقدم تخريجه في شواهد المجرورات برقم (١٧٠). البيت من بحر الوافر وهو لأنس بن مدركة الخثعمي.

المعنى: عزمت على أن أقيم صباحاً، وأؤخر الغارة على العدو إلى أن يعلو النهار؛ ثقة مني بقوتي وظفري بهم، فإن الذي يسوده قومه لا يسودونه إلا لأمر عظيم، وخصلة عالية يلمسونها فيه، وهو جدير بالسيادة لذلك، وكان العرب يختارون الصباح للغارة التماساً لغفلة العدو، فخالفهم هو لاغتراره بشجاعته.

الإعراب: (عزمت) فعل ماض وتاء المتكلم ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، (على إقامة) جار ومجرور متعلق بالفعل عزم، وإقامة مضاف و (ذي) من ذي صباح مضاف إليه، وذي مضاف و (صباح) مضاف إليه، (لأمر) جار ومجرور متعلق بيسود الآتي، (ما) بمعنى شيءصفة لأمر في محل جر، (يُسودُ) فعل مضارع مبني للمجهول، (من) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل، (يسود) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر يعود على من، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

الشاهد فيه هنا: قوله: (لأمرٍ ما) حيث جاءت (ما) مفيدة للتهويل والتعظيم.

(٢) وعلة بناء «من وما» الشرطيتين والاستفهاميتين والموصولتين ظاهر، وأما الموصوفتان: فإما لاحتياجهما إلى الصفة وجوباً، وإما لمشابهتهما لهما موصولتين لفظاً، وإما لأن وضعهما وضع الحرف كما قيل، وهذه تعمها في وجوهها، وما التامة. (نجم الدين) الرضي.

(٣) لعدم السماع.

(٤) البيت من بحر الكامل وهو لحسَّان بن ثابت كما ذكر الشارح وقيل لكعب بن مالك، ويروى: شرفا بدل فضلاً، ويروى: فكفى بدل: وكفى.

المعنى: كفانا فضلاً على من غيرنا حب النبي إيانا وهجرته إلينا.

=