[المبنيات]
  وقال الآخر:
  ٢٧٠ - فمازال مُهْرِي مَزْجَرَ الكلب منهم ... لَدُنْ غُدوةً حتى دَنَتْ لِغُروبِ(١)
  (و) من الظروف المبنية (قطُّ) بتشديد الطاء مضمومة أو مكسورة، وتخفيفها بضم الطاء أوسكونها، وكلها (للماضي) من الزمان (المنفي) تقول: ما فعلته قطُّ، وبناؤها لكون وضع بعض لغاتها وضع الحرف، وحمل سائر أخواتها عليها، أو لتضمن قط(٢) «في»، أي: ما فعلته في الزمن الماضي، أو لافتقارها إلى جملة يعبر بها في الكلام.
  (و) من الظروف المبنية (عَوْضُ) بفتح الضاد وضمها، وهي (للمستقبل) من الزمان (المنفي) تقول: «لا أفعله عوض» أي: أبداً، وبني لتضمنه(٣) «في»، أي: لا أفعله في الزمن المستقبل. وقد يضاف فيعرب يقال: «لا أفعله عوضَ
(١) البيت من بحر الطويل ورد بلا نسبة، وقيل: إنه لأبي سفيان بن حرب كما في كتاب الحيوان.
الإعراب: (ما زال) ما: نافية، وزال: فعل ماض ناقص، (مهري) اسم ما زال مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، ومهر مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، (مزجر) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر زال، ومزجر مضاف و (الكلب) مضاف إليه (منهم) جار ومجرور متعلق بمزجر، لأنه في معنى المشتق، أي: البعيد منهم، (لدن) ظرف لابتداء الغاية مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل «زال»، أو بخبرها، (غدوةً) منصوب على التمييز؛ لأن غدوة تدل على أول زمان مبهم، وقد قصدوا تفسير هذا الإبهام بغدوة، (حتى) حرف غاية (دنت) دنا: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازاً يعود على الشمس المفهومة من المقام، (لغروب) جار ومجرور متعلق بدنت، وجملة دنت في تأويل مصدر مجرور بحتى على مذهب ابن مالك.
الشاهد فيه: قوله: (لدن غدوةً) حيث نصب غدوة بعد لدن، وهذا شاذ، والأكثر الإضافة.
(٢) يعني: لأن قط من الظروف متعذر فيه «في» كقولك: «ما رأيته قط»، أي: ما رأيته في الأزمنة الماضية.
(٣) وعلى الضم؛ لكونه مقطوعاً عن الإضافة كقبل وبعد؛ بدليل إعرابه مع المضاف إليه نحو: «عوض العائضين»، أي: دهر الداهرين، ومعنى الداهر العائض الذي يبقى على وجه الأرض. (جامي).