[المبنيات]
  مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ}[النمل: ٤٠]، ولدى لا يتناول إلا ما حضرك(١)، وهي تجر ما بعدها بالإضافة كقوله تعالى: {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ٦}[النمل]، إلا إذا وليت ذات النون منها غدوة فإنه يجوز نصبها(٢) [على التمييز]؛ تشبيهاً لنون لدن بتنوين المميز في «رطل زيتاً» من حيث أنَّ كل واحدة منهما تثبت وتنزع قال الشاعر:
  ٢٦٩ - لدن غدوةً حتى ألَاذَ بخُفِّها ... بقيّة منقوصٍ من الظلِ قالصِ(٣)
= يمكن أن يقال: قد ملكه بأخذه إياه قبل أن يأتوه مسلمين؛ إذ لا غرض له بأخذه حينئذٍ إلا الاستيثار به عليها كما يفهم ذلك، بل قد صرح بنحوه في (الكشاف).
(١) ملكاً أو غيره. (شريف).
(٢) سماعاً. (خبيصي).
(٣) البيت من بحر الطويل ولم ينسب لأحد كما في شرح المفصل.
اللغة: قوله: (لدن) الموضع الذي هو أول الغاية، وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند، (غدوةً) الغدوة البكرة ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، (ألاذ) هنا بمعنى أحاط (بخفها) الخفّ خف البعير، قوله: (قالص) أي: ناقص.
والمعنى: سرنا من أول الليل إلى أن نقص الظل، ولم يبق من ظل الناقة إلا بقدر ما يقع عند خفها.
الإعراب: (لدُن) ظرف بمعنى عند مبني في محل نصب متعلق بفعل تقديره: سرت، (غدوة) منصوب على التمييز للدن؛ تشبيها لنونها بالتنوين في مثل راقودٍ خلاً، (حتى) حرف غاية وجر (ألاذ) فعل ماض مبني على الفتح، (بخفها) جار ومجرور متعلق بألاذ، وخف مضاف و «ها» الغائبة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، (بقية) فاعل ألاذ مرفوع بالضمة الظاهرة، وبقية مضاف و (منقوص) مضاف إليه، (من الظل) جار ومجرور متعلق بقالص، (قالص) صفة لمنقوص، وصفة المجرور مجرور، وجملة حتى ألاذ في تأويل مصدر مجرور بـ «حتى» على مذهب ابن مالك.
الشاهد فيه: قوله: (لدن غدوة) حيث نصب غدوةً بلدن تشبيهاً لنونها بالتنوين لما رأوها تنزع منها وتثبت.