مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الإعراب]

صفحة 59 - الجزء 1

  ومعنى لتوسطه بين مثنيين مع شدة اتصاله بالضمير، وهذا هو الصحيح، وأما إذا أضيف إلى مظهر كان إعرابه بالألف في الأحوال الثلاثة، وأعرب تقديراً مطلقاً نحو: «جاءني كلا الرجلين، ورأيت كلا الرجلين، ومررت بكلا الرجلين» لفظاً وخطاً على الصحيح⁣(⁣١) لعدم توكيد التثنية فيه.

  (واثنان) أجري مجرى المثنى وإن لم يكن مثنى حقيقة؛ إذ لا مفرد له من جنسه لكن لفظه لفظ المثنى، وعُبِّر به عن الشيئين فأجري مجراه، فأعرب كل ذلك (بالألف) في حالة الرفع، لأن المثنى سابق على الجمع والألف أخف فأخذها، وللسيد نجم الدين على هذا⁣(⁣٢) نظر. (والياء) علامة النصب والجر فيه وحُمِل نصبه على جره إذْ هما إعراب الفضلات، ولم تجعل الألف علامة لنصب المثنى والمجموع؛ لئلا يلتبس أحدهما بالآخر سيما حالة الإضافة؛ إذ النون منهما⁣(⁣٣) تذهب لها فتقول في المثنى: «جاءني الزيدان، ورأيت الزيدين، ومررت بالزيدين».


(١) وعن بعضهم أنه يكون خطاً بالألف رفعاً وبالياء نصباً وجراً. (موشح).

(٢) الأولى في التعليل ما ذكره (الخالدي)، ولعلها قاعدة (نجم الدين)، وهو أنه قال: وإنما خالفا في إعرابهما ما هو الأصل في المعرب بالحروف؛ لأن الألف جلبت قبل الإعراب في المثنى علامة للتثنية، والواو في الجمع علامة للجمع، ثم أرادوا إعرابهما فوجدوا فيهما ما يصلح لأن يكون إعراباً فجعل ما في كل واحد منهما من حروف المد لأسبق إعرابه وهو الرفع الذي هو علامة العمدة، فجعل ألف المثنى لرفعه، وواو الجمع لرفعه، ولم يبق من حروف المد إلا الياء والجر أولى بها؛ لمناسبتها للكسرة فقلبت ألف المثنى وواو الجمع في الجر ياء فلم يبق للنصب حرف فأتبع الجر؛ لكونهما علامتي الفضلات. (خالدي).

(*) ليس في كلام (نجم الدين) ما يشعر بالتنظير على هذه العلة لاتحاد العلة في كلامه وكلام السيد.

(٣) في (ب) فيهما وفي (أ، ج) منهما.