[الإعراب]
[إعراب المثنى]
  (المثنى) هذا هو القسم الخامس من الستة وهو الثاني مما يعرب بالحروف وجارٍ على القياس في كون جره بالياء (وكلا(١)) حكمه حكم المثنى، وإن لم يكن له مفرد من جنسه، وشرط المثنى ذلك. فيعرب إعراب المثنى بشرط أن يكون (مضافاً(٢) إلى مضمر(٣)) نحو: «جاءني الرجلان كلاهما، ورأيت الرجلين كليهما، ومررت بالرجلين كليهما» وذلك لأنه لما أضيف إلى مضمر اشتد اتصاله به، وعاد الضمير منه إلى مثنى متقدم ظاهر فتأكدت فيه التثنية(٤) لفظاً(٥)
(١) وأما كلا فهو موحد اللفظ مثنى المعنى، ومن حيث انه لا يقع إلا مضافاً إلى المثنى اكتسب التثنية اللفظية، وقد يأخذ المضاف حكم المضاف إليه في كثير من المواضع، وعند إضافة «كلا» إلى مضمر تتأكد تثنيته اللفظية والمعنوية لأنه لا بد أن يرجع الضمير إلى مثنى. موشح باختصار.
(*) وكذا كلتا - ولم يذكره لكونه فرع كلا. (جامي).
(٢) قال في (الجامي): وإنما قيد بذلك؛ لأن (كلا) باعتبار لفظه مفرد، وباعتبار معناه مثنى، فلفظه يقتضي الإعراب بالحركات ومعناه يقتضي الإعراب بالحروف فروعي فيه كلا الاعتبارين فإذا أضيف إلى المظهر الذي هو الأصل روعي فيه جانب لفظه الذي هو الأصل وأعرب بالحركات التي هي الأصل لكن تكون حركاته تقديرية؛ لأن آخره ألف تسقط بالتقاء الساكنين نحو «جاءني كلا الرجلين، ورأيت كلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين» وإذا أضيف إلى المضمر الذي هو الفرع روعي جانب معناه الذي هو الفرع، وأعرب بالحروف التي هي الفرع نحو «جاءني كلاهما ورأيت كليهما ومررت بكليهما» فلذلك قيد كون إعرابه بالحروف بكونه مضافاً إلى مضمر. (منه). (هامش ب) وكذلك (أ).
(*) في إعراب (كلا) إطلاقان وتفصيل، الأول أن تعرب إعراب المثنى سواء أضيف إلى ظاهر أم مضمر وهي لغة كنانة والثاني أنه يعرب تقديراً سواء أضيف إلى ظاهر أم مضمر وعليه قول الشاعر:
فيا رب حيّ الزائرين كلاهما ... وحيّ دليلا في الفلاة هداهما
والتفصيل كلام الشيخ.
(٣) سواء كان ضمير متكلم أو مخاطب أو غائب نحو كلانا وكلاكما وكلاهم. إيضاح.
(٤) أما من جهة اللفظ فلأن المضاف بعض المضاف إليه وأما من جهة المعنى فلأنه إذا أضيف إلى المضمر فلا بد أن يتقدم ما يعود إليه الضمير لفظاً ومعنى فيكون قد جرى على المثنى ولا يؤكد المثنى إلا مثله. والله أعلم.
(٥) المراد بالتثنية اللفظية أنها في حكمه لا أنها مثنى لفظاً، ولأنه منافي لقولهم موحد اللفظ مثنى المعنى. (حاشية خبيصي).