٢٨٨ - فإن جزعنا فمثل الخطب يجزعنا ... وإنْ صبرنا فإنا معشر صُبُرُ⁣^(⁣١)

  فلا يقال جريحون ولا جريحات؛ لأنه لما استوى في المفرد المذكر والمؤنث سلكوا به في الجمع في الذي هو فَرْعٌ ذلك المسلك⁣^(⁣٢) (ولا بتاء تأنيث مثل: علَّامة [ونسابة)]⁣^(⁣٣) فلا يقال: علامتون⁣^(⁣٤) لمثل ما قدمنا في طلحة بل يقال: علَّامات ونسَّابات؛ لأن لفظه مؤنث (وتحذف نونه) أي: نون الجمع (للإضافة)؛ لأنها كالتنوين وقد تقدم، وقد تحذف أيضاً للضرورة كقوله⁣^(⁣٥):

(١) البيت من بحر البسيط وهو للأعشى باهلة من قصيدة يرثي بها أخاه المنتشر قال الأصمعي: ليس في الدنيا مثلها.

اللغة: (الجزع) محركة نقيض الصبر، (الخطب) الشأن والأمر صغر أو عظم، (المعشر) كمسكن الجماعة وأهل الرجل.

الإعراب: (إنَّ) حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه (جزعنا) جزع فعل ماض وهو فعل الشرط مبني على السكون في محل جزم و «نا» ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل (فمثل) الفاء رابطة لجواب الشرط، ومثل مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ومثل مضاف و (الخطب) مضاف إليه (يجزعنا) يجزع فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، ونا ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط (وإن) الواو عاطفة وإن حرف شرط جازم (صبرنا) صبر فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، نا ضمير متصل في محل رفع فاعل (فإنا) الفاء رابطة لجواب الشرط، وإن حرف توكيد ونصب وضمير المتكلمين اسمها في محل نصب (معشر) خبر إن (صبر) صفة لمعشر مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من إن واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط.

الشاهد فيه: قوله: (صبر) حيث جمع صبور الذي يستوي فيه المذكر والمؤنث.

(٢) لئلا يكون للفرع وهو الجمع على الأصل وهو المفرد مزية بأن تتحد صيغة المذكر والمؤنث في الأصل وتتعدد في الفرع. (جامي).

(٣) عبارة الكافية في شرح الرضي وأغلب نسخ المتن المخطوطة والمطبوعة بدون: [ونسابة].

(٤) كراهة اجتماع صيغة جمع المذكر وتاء التأنيث، ولو حذف التاء لزم اللبس. (جامي).

(٥) يقال: الحذف ليس لمجرد الضرورة بل لشبهه بالمضاف مثل: (لا غلامي له).