مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المجموع]

صفحة 158 - الجزء 2

  خرج نحو: «ناهق وصاهل» ومثال ما جمع الشروط «مسلم ومؤمن» تقول: «مسلمون ومؤمنون» (وأن لا يكون) مما وزن مذكره على (أفعل) ومؤنثه على وزن (فعلاء مثل: أحمر حمراء) وأسود سوداء، وأبيض بيضاء ونحوها فلا يقال: «أحمرون» وكذلك سائرها بل تقول: حمر وسود، وبيض، وذلك للفرق بين هذا وبين أفعل التفضيل؛ إذ قد جمع أفضل على أفضلون وفضلى على فضليات⁣(⁣١) (ولا) يكون مما وزن مذكره (فعلان) ووزن مؤنثه (فعلى مثل: سكران وسكرى) وعطشان وعطشى فلا يقال: سكرانون ولا سكرانات وقد أجازه طاهر وهو غلط. بل يجمع المذكر على سكارى قال الله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}⁣[النساء: ٤٣]، وقوله تعالى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}⁣[الحج: ٣]، ومؤنثه على سكر وعطاش وعطش، وإنما لم يجمعوا هذا بالواو والنون لئلا يلتبس بفعلان⁣(⁣٢) فعلانه نحو: «ندمان ندمانه» فإنه جمع على ندمانون⁣(⁣٣)؛ لتمكنه من الاسمية بدليل انصرافه (ولا) يكون (مستوياً فيه⁣(⁣٤) المذكر والمؤنث) وهو على صيغة واحدة (مثل: جريح وصبور⁣(⁣٥))؛ لأنه يقال رجل جريح وصبور، وامرأة جريح وصبور فتقول في جمعه: جرحى وصُبُر قال الشاعر:


(١) قال (السعيدي): وإنما خصوا أفعل التفضيل لمباينة البائن في المعنى ولم يعكسوا لأنه أشرف إذ فيه زيادة وأفعل فعلاء يكثر فيه العيوب. (منه).

(٢) ولم يعكس؛ لأن فعلان فعلانة أصل في الفرق بين المذكر والمؤنث لأنه فيه بالتاء وعدمها.

(٣) وهو يكون كذلك إذا كان من النديم وندمى إذا كان من الندم.

(٤) أي: في الصفة بتأويل الوصف.

(٥) فلا يجمع بالواو والنون ولا بالألف والتاء فإنه لما لم يختص بالمذكر ولا بمؤنث لم يحسن أن يجمع جمعاً مخصوصاً بأحدهما بل المناسب أن يجمع جمعاً مستوياً فيه مثل جرحى وصُبُرٌ. (جامي).