مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المصدر]

صفحة 166 - الجزء 2

[المصدر]

  (المصدر) سمي بذلك لصدور الفعل منه على الصحيح وحقيقته هو (اسم الحدث) يدخل في هذا وَيْل ووَيْح ووَيْب [ووَيْس]؛ إذ كل واحد منها يدل على حدث ويخرج بقوله: (الجاري⁣(⁣١)) ويعنِي بالجري أن يكون له فعل يصلح أن يجري ذلك المصدر بياناً له (على الفعل) إذ لم يسمع لويل ونحوه فعل يجري عليه بتأكيد أو نحوه، فأما قول الشاعر:

  ٢٩٢ - فما واحَ ولا واس ... ولا وال أبو لبد(⁣٢)

  فشاذ.

  (وهو) أي المصدر (من⁣(⁣٣)) الفعل (الثلاثي سماع) وذكر سيبويه⁣(⁣٤) أنه


(١) قال (نجم الدين): لَوْ قال اسم الحدث المشتق منه الفعل لكان حداً على مذهب البصرية لكون الجري مشتركاً. (منه). والمراد بجريانه على الفعل أن يقع بعد اشتقاقه منه تأكيداً له أو بياناً لنوعه أو عدده مثل: «جلست جلوساً وجلسة وجلستين». (جامي).

(٢) البيت من بحر الهزج ولم ينسب لأحد، وقال المرادي في شرح التسهيل وهو مصنوع.

اللغة: (ويح) كلمة رحمة و (ويل) كلمة عذاب وقيل هما بمعنى واحد تقول: ويح لزيد وويل لزيد فرفعهما على الابتداء ولك أن تنصبهما بفعل مضمر تقديره ألزمه الله تعالى ويحاً وويلاً (واس): مأخوذ من كلمة ويس، وهي كلمة تستعمل في موضع رأفة، واستملاح للصبي.

الإعراب: (فما) الفاء بحسب ما قبلها، و «ما» نافية (واح) فعل ماض مبني على الفتح (ولا) الواو عاطفة ولا نافية (واس) واس معطوف على واح فعل ماض (ولا) الواو عاطفة أيضاً ولا نافية (وال) فعل ماض مبني على الفتح (أبو) فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وأبو مضاف و (لبد) مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: استخدام الفعل الماضي من المصادر ويل وويح وويس وهذا من الشاذ وقيل: مصنوع.

(٣) وكلمة من بيانية والجار والمجرور حال من مفهوم الكلام أي: قصر المصدر على السماع حال كونه كائنا من جنس البناء الثلاثي. وابتدائية أي: حال كونه كائناً من البناء الثلاثي، وهذا الوجه إنما يأتي على مذهب الكوفيين. (غاية تحقيق).

(*) في (أ): من الفعل الثلاثي الأصول، وفي أخرى: المجرد، وما أثبت من (ب، ج).

(٤) ودليل كون مصادر الثلاثي سماعاً أن الفعل الثلاثي يكون وزنه واحداً ومصدره مختلفاً فلو =