مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الصفة المشبهة]

صفحة 185 - الجزء 2

  موفقا إن شاء الله تعالى (وتعمل عمل⁣(⁣١) فعلها مطلقاً⁣(⁣٢)) سواء كانت بمعنى الحال أو الاستقبال أم لا؛ لأنها بمعنى الثبوت والدلالة على الزمان إنما تكون فيما هو بمعنى الحدوث، وإنما عملت لشبهها باسم الفاعل من حيث أنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث [كهو] ولا يتقدم معمولها⁣(⁣٣) عليها بخلاف اسم الفاعل؛ لانحطاطها عنه ويشترط فيها الاعتماد كهو ولم تكن مشبهة للفعل؛ لعدم موازنتها للمضارع كما بيناه وإن قصد بها الحدوث كانت كاسم الفاعل وزناً وعملاً تقول: «زيد حاسن وطائل وكارم»، ومنه قوله تعالى: {وَضَائِقٌ بِهِ⁣(⁣٤) صَدْرُكَ}⁣[هود: ١٢]، (وتقسيم⁣(⁣٥) مسائلها أن تكون الصفة⁣(⁣٦) باللام) نحو:


(١) فإن قيل إن اسم الفاعل إنما يعمل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال والصفة المشبهة مع أنها فرع على اسم الفاعل تعمل مطلقاً من غير اشتراط الزمان فلزم مزية الفرع على الأصل قيل: المزية بكون إعمالها من غير اشتراط الزمان متحملة ضرورة لأن اشتراط الزمان فيها يخرجها عن كونها صفة مشبهة؛ لأنها موضوعة للثبوت والزمان لا يستلزم الثبوت على أن اشتراط الزمان في اسم الفاعل لعمله في المفعول به ولا عمل لها فيه؛ لأنها أبداً مشتقة من فعل لازم. (غاية تحقيق).

(٢) من غير اشتراط الزمان؛ لأنها موضوعة على معنى الإطلاق فكيف يشترط الزمان. (نجم الدين).

(٣) فلا يقال: «مررت برجل وجهاً حسن»، ولا يعطف على محل المجرور بها فلا يقال: «مررت برجل حسن الوجه واليد» بنصب اليد ورفعها.

(٤) قوله: وضائق صدرك قال ابن (هطيل): ما لفظه أنه عدل به عن ضيق إلى ضائق للدلالة على أن ضيق عارض غير ثابت؛ لأن رسول الله ÷ كان افسح الناس صدراً ونحو: (كانوا قوما عمين)، في بعض القراءات بلفظه بدليل قوله: (ألم نشرح لك صدرك).

(٥) أي: جعلها قسماً قسماً وبيان حكم كل قسم وسمي كل قسم مسألة؛ لأنه يسأل عن حكمه ويبحث عنه. (جامي).

(٦) قوله: تكون الصفة باللام ... إلخ وإنما لم يقسمها بحسب إعرابها؛ لأن ذلك من أحكام إعراب الصفات وقد تقدم ذلك في باب النعت والكلام هنا في عملها لا في إعرابها في نفسها. (نجم الدين).