مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 241 - الجزء 2

  فالسبب شرط والمسبب جزاء فإن كانا أي الفعلان مضارعين معاً أو الأول (فالجزم) للمضارع نحو: «من يكرمني أكرمْه» و «إن تكرمني أكرمْك» و «ما تصنع أَصْنعْ» فيهما، و «من يكرمني أكرمته» و «إن تكرمني أكرمتك» و «ما تصنع صنعتُ» بجزم الأول؛ وذلك لأن المضارع معرب، والجزم أحد أنواع إعرابه كما سبق. قال نجم الدين: والأجود كونهما مضارعين معاً كما سبق، ثم ماضيين معاً لفظاً نحو: «من أكرمني أكرمته»، أو معنى نحو: «إن لم تضربني لم أضربك»، ثم كون الأول ماضياً والثاني مضارعاً كما يأتي، والعكس أضعفها⁣(⁣١) ولم يأت في الكتاب العزيز، وقد جاء في قول الشاعر:

  ٢٢٧ - من يَكِدْني بسيّئٍ كنتَ منه ... كالشجا بين حلقه والوريد(⁣٢)


(١) لأن أداة الشرط إذاً تؤثر في الفعل الأبعد بنقله إلى معنى المضارع من غير أن تؤثر في الأقرب شيئاً من تغيير في المعنى. (نجم الدين الرضي).

(٢) البيت من الخفيف وهو لأبي زبيد الطائي.

اللغة: (يكدني): من الكيد من باب باع يخدعني ويمكر بي (الشجا) ما يعترض في الحلق كالعظم (الوريد) هو الودج.

المعنى: يرثي أخته ويعدد محاسنها فيقول: كنت لي بحيث إن من أراد أن يخدعني ويمكر بي فإنك تقفين في طريقه ولا تمكنينه من نيل مآربه.

الإعراب: (من) اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جزاؤه وجوابه وهو مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (يكدني) يكد فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بالسكون والنون للوقاية والياء مفعول به وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على اسم الشرط «من» (بسيئٍ) جار ومجرور متعلق بيكدني (كنت) كان فعل ماض ناقص وهو جواب الشرط في محل جزم والتاء اسمها (منه) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان والجملة من الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ (بين) ظرف متعلق بمحذوف خبر كان وبين مضاف و (حلقه) مضاف إليه وحلق مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (والوريد) الواو عاطفة والوريد معطوف على حلقه.

الشاهد فيه: قوله: (من يكدني) حيث جزم بـ «مَنْ» الشرطية فعلين: أحدهما: يكدني فعل الشرط، والثاني: كنت، جوابه، وأولهما فعل مضارع وثانيهما فعل ماض وهذا قليل.