مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[فعل ما لم يسم فاعله]

صفحة 251 - الجزء 2

[فعل ما لم يسم فاعله]

  (فعل⁣(⁣١) ما لم يسم فاعله) حقيقته (هو ما حذف فاعله وأقيم مفعوله مقامه) أي: مقام الفاعل كما تقدم في المرفوعات (فإن كان) ذلك الفعل (ماضياً ضم أوله وكسر ما قبل آخره) ولو معتل الفاء نحو: «ضُرب، وقتل، ودحرج، وانطلق، واستخرج، ووعد، ووجد» أما ضم أوله فليدل على أن الفعل مبني لما لم يسم فاعله، ولا يكفي كسر ما قبل آخره؛ لأنه يلتبس بعلم الماضي، وأما كسر ما قبل آخره فلأنهم لو لم يفعلوا كذلك التبس «أُعلم» الماضي المبني لما لم يسم فاعله بـ «أُعلَم» المضارع المتكلم المبني لما لم يسم فاعله؛ لأن كل واحدٍ منهما يكون أوله مضموماً وما قبل آخره مفتوحاً فكسر في الماضي للفرق⁣(⁣٢).

  (ويضم) الحرف (الثالث⁣(⁣٣) مع همزة الوصل) في الماضي إذا بني لما لم يسم فاعله مع ضم أوله أيضاً نحو: «انطلق، واقتدر، واستخرج»؛ وذلك لأن الهمزة تحذف في الوصل⁣(⁣٤) فتزول الدلالة على بناء الفعل لما لم يسم فاعله، فجعل ضم الثالث دلالة على ذلك⁣(⁣٥) في تلك الحال⁣(⁣٦) واستمرت تلك القاعدة مع عدم الالتباس⁣(⁣٧)


(١) واعلم أن البحث عن كيفية بناء اسم ما لم يسم فاعله ومثال الأمر واسم الفاعل واسم المفعول خارجه عن علم النحو؛ لأن هذه الأمور من الأحوال الغير الإعرابية وإنما هي أحوال لأبنية الكلم فالبحث عن كيفية بيانها من علم التصريف. «سعيدي».

(٢) ولم يعكس إذ يحصل اللبس في نحو: يُكْرِم.

(٣) ولم يضم الثاني لكونه ساكناً لا يقبل حركة في أصل بنيته. (سعيدي).

(٤) نحو: «ألا انطلق»، فإذا فتح الطاء مع سقوط الهمزة بالوصل التبس هل انطلق أمر أم إخبار مع بناء الفعل للمجهول؟.

(٥) وهو كونه مبني لما لم يسم فاعله.

(٦) وهو حذف الهمزة للوصل.

(٧) الأولى مع عدم الوصل.