[فعل ما لم يسم فاعله]
  (و) يضم(١) (الثاني مع التاء) نحو: «تُعُلِّم، وتُجُوهل» (خوف اللبس(٢)) بمضارع «علمت، وجاهلت»؛ لأنك تقول فيه: «تُعلم، وتُجاهل» فلولا ضم ما بعد التاء لالتبس الفعلان كما ترى (ومعتل العين(٣)) إذا أردت أن تبني منه فعلاً لما لم يسم فاعله، نحو: «قال، وباع» وففيه ثلاث لغات (الأفصح) فيه (قيل، وبيع) لأن أصله: «قوِل، وبُيِع» بكسر الثاني ثقلت الكسرة على الواو والياء فنقلت إلى الحرف الذي قبلهما(٤) فوجب قلب الواو ياءً لتناسب الكسرة فقيل فيه ما ذكر ذلك نجم الدين وركن الدين والجزولي، (و) قد (جاء) فيه لغة ثانية وهي (الإشمام(٥)) قال ركن الدين: وصفته أن تضم الشفتين قبل النطق بالكلمة ثم تنطق بها مكسورة الأول فلا يدركه إلا البصير لا الأعمى. وقال نجم الدين: بل صفته أن تشرب كسرة أول الفعل صوت الضمة فتضم الشفتين حال الكسر فتميل الياء الساكنة في وسط الفعلين المذكورين نحو الواو قليلاً، قال: وهذا هو المشهور، ومراد النحاة والقراء. قلت: والأول يسمى روماً، [والله
(١) هذه الكلمة زيادة من (ب) وفي (ج): بلفظ: وبضم الحرف الثاني ... إلخ.
(٢) واللبس يكون في حال الوقف.
(٣) قيل الأصوب أن يقال: معتل العين المنقلبة عينه ألفاً لئلا يرد عليه مثل: «عور وصيد». (جامي). وقوله معتل العين، أي: فقط لئلا يرد عليه طوي فإنه لا تعل عينه. منه. لئلا يفضي إلى اجتماع الإعلالين في يَرْوى ويطوى. منه.
(٤) بعد حذف حركته. (رصاص).
(٥) الغرض من الإشمام الإيذان بأن الأصل الضم في أوائل هذه الحروف.
(*) قال أبو شامة في شرح الشاطبي: أن الإشمام يطلق باعتبارات في عرف القراء الأول خلط حرف بحركة كما في الصراط ومصيطر، والثاني: خلط حركة بأخرى كما في «قيل» و «عنصر» والثالث: إخفاء الحركة فتكون بين الإسكان والتحريك كما في «لا تأمنا على يوسف»، والرابع: ضم الشفتين بعد الإسكان وهو الذي في باب الوقف. وقال تلميذ المصنف الإشمام هنا إشمام الفاء بين المضموم والمكسور كما يكون حركة ألف الإمالة بين الفتح والكسر. «سعيدي».