مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 253 - الجزء 2

  أعلم]⁣(⁣١). (و) قد جاء فيه لغة ثالثة وهي (الواو) نحو: «قول»، و «بوع» ومنه قوله:

  ٣٣٠ - ليت وهل ينفع شيئاً ليتُ ... ليت شباباً بُوْعَ فاشتريت(⁣٢)

  بالواو الساكنة بعد حذف كسرتي الواو والياء للاستثقال وقلبت الياء واوا من «بيع» كما تقدم ليناسب ضمة أول الفعل وتبقية «قول» على حاله بعد حذف كسرة الواو [لما ذكرنا]. (ومثله) أي: مثل «قيل، وبيع» في اللغات الثلاث (باب: اختير⁣(⁣٣) وانقيد) إذ أصله: «اختُيِر، وانقوِد» استثقلت الكسرة⁣(⁣٤) وقبلها ضمة فنقلت فصار «تير، وقيد» مثل: «قيل، وبيع» (دون استخير⁣(⁣٥) وأقيم) فلا تأتي ي ذلك كل اللغات المذكورة؛ إذ أصله «استخير، وأُقوم»


(١) ما بين المعقوفين زيادة في (ج) دون بقية النسخ.

(٢) ينسب هذا البيت لرؤبة بن العجاج وهو من بحر الرجز.

اللغة: (ينفع شيئاً ليت) قد قصد لفظ «ليت» هذه فصيرها اسما وأعربها وجعلها فاعلا ومثل هذا في البيت قول الشاعر:

ألا ليت شعري وأين مني ليت ... إن ليتا وإن لوَّا عناء

الإعراب: (ليت) حرف تمن ونصب و (هل) حرف استفهام المقصود منه النفي (ينفع) فعل مضارع (شيئاً) مفعول به لينفع (ليت) قصد لفظه فاعل ينفع والجملة لا محل لها معترضة (ليت) حرف تمن مؤكدة للأول و (شباباً) اسم ليت الأول (بوع) فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر ليت الأول (فاشتريت) الفاء عاطفة واشتريت فعل وفاعل والجملة معطوفة بالفاء على جملة بوع فالجملة المعطوفة لها محل من الإعراب وهو الرفع لأنها معطوفة على جملة بوع.

الشاهد فيه: قوله: (بوع) فإنه فعل ثلاثي معتل العين فلما بناه للمجهول أخلص ضم فائه وإخلاص ضم الفاء لغة جماعة من العرب منهم بني دبير وبني فقعس.

(٣) والمراد به باب افتعل وانفعل.

(٤) على الواو والياء. صح. تمت هامش (أ).

(٥) والمراد به أفعل واستفعل.