[فعلا التعجب]
  أفعله وأفعل به) قال نجم الدين: و «وناهيك!» و «لله دره!» و «واهاً له» و «يا لك رجلاً!» و «لم أر كاليوم رجلاً!» فهذه ولو فهم منها التعجب فليست بأفعال تعجب.
  لكنه يرد على الشيخ نحو: «قاتله الله من شاعر!» فإنه فعل يفهم من التعجب، قال الرصاص: وكذلك «لقد شرف زيد وكَرم» فإنه يفهم منهما التعجب(١).
  قال نجم الدين: والأولى أن يقال في حقيقة التعجب: هو أمر يعرض للنفس عند الشعور بأمر يخفى سببه، فلا يجوز على الله تعالى؛ لأنه عالم لا يخفى(٢) عليه شيء.
  (وهما غير متصرفين)(٣) عن هذين اللفظين المفردين الآتي ذكرهما فلا يتأتى منهما مضارع ولا أمر ولا نهي ولا ضمير تثنية ولا جمع؛ لأنهما إنما وضعا لإنشاء التعجب، وبالتصرف يزول ذلك الغرض من زمان إلى زمان فأشبها الحرف(٤)، والدليل على فعلية الأول أنه على صيغة الماضي ناصب ما بعده وتلحقه نون(٥) الوقاية [نحو: «ما أحسنني!»] وعلى فعلية الثاني أنه على صيغة الأمر. ولم
(١) قال في «الجامي»: إلا أن يقال هذه الأفعال ليست موضوعة للتعجب بل استعملت كذلك بعد الوضع أو المراد ما وضع لإنشاء التعجب بحيث لا يستعمل في غيره وما ذكر في مواد النقض فكثيراً ما يستعمل في الدعاء نحو: «قاتله الله».
(٢) وأما قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ١٧٥}[البقرة]، فمتأول: أي: هم أحق بأن يقول فيهم غير الله فما أصبرهم على النار. (نجم الدين).
(*) ولهذا يقال: إذا ظهر السبب بطل العجب. (نجم الدين).
(٣) في (ب، ج، د): وهي غير متصرفة، وفاقاً للرضي وبعض المتون، وفي بعض المتون كما في متن مكتبة دار البشرى وبرنستون فكالأصل.
(٤) في عدم التصرف.
(٥) على جهة الوجوب. إذ قد يلحق الحرف جوازاً مثل لعلني.