[أفعال المدح والذم]
  أن يكون الفاعل معرفاً باللام) تعريفاً ذهنياً نحو: «نعم الرجل زيد» (أو مضافاً إلى المعرف به)، أي: باللام نحو: «نعم غلام الرجل زيدٌ» (أو مضمراً مميزاً(١) بنكرة منصوبة) نحو: «نعم رجلاً زيدٌ، وبئست امرأة هندٌ» (أو بما) وذلك ليدل التمييز على ذات الممدوح(٢) أو المذموم المتعقل في الذهن وليدل على أن في نعم وبئس ضميراً، ومثال المميَّز بما (مثل) قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ (فَنِعِمَّا هِيَ)}[البقرة: ٢٧١]، أي: فنعما شيئاً هي.
  (وبعد ذلك) أي: الفاعل أو التمييز (المخصوص) بالمدح أو الذم وهو زيد مثلاً في «نعم الرجل زيد» وكذلك بئس (وهو) أي: المخصوص يرتفع على أحد وجهين: إما أن يكون (مبتدأ ما قبله) من الجملة (خبره(٣)) فيقدر على هذا الوجه: زيدٌ نعم الرجل، وقامت اللام(٤) في الرجل مقام الضمير(٥) العائد من الجملة إلى المبتدأ، أو لما وقع المبتدأ مؤخراً في اللفظ استغنى عن الضمير والكلام على هذا [الوجه] جملة واحدة (أو) يكون المخصوص (خبر(٦) مبتدأ محذوف)
(١) وقد يجمع بين الفاعل الظاهر وبين المميز تأكيداً فيقال: «نعم الرجل رجلاً زيد» قال جرير:
تزود مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزادُ زاد أبيك زاداً
تمت (مفصل).
التقدير: فنعم الزاد زاداً زاد أبيك، فالزاد الأول فاعل نعم والنكرة المنصوبة وهي زاداً هي التي تجيء للتمييز في نعم زاداً ونعم رجلاً، وزاد أبيك هو المخصوص بالمدح.
(٢) فإن قيل: إن ذات الممدوح غير معلومة بالتمييز؛ لأنها بمعنى شيء وهو محتمل. قلنا: قد حصل أحد الأمرين المذكورين وهو الدلالة على أن في نعم ضميراً وإن لم يحصل تعيين الذات. (رصاص).
(٣) والتزم تقديم الخبر؛ لأنه إنشاء له صدر الكلام.
(٤) إذ هي لتعريف المعهود الذي هو عبارة عن المبتدأ فقد وقع الظاهر مقام المضمر. (خبيصي).
(٥) بل الظاهر قائم مقام المضمر؛ إذ الرجل عبارة عن زيد.
(٦) قال ابن الحاجب: وهذا الثاني أولى من وجهين لفظاً ومعنى أما اللفظ فلأن المبتدأ إذا كان خبره =