مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[أفعال المدح والذم]

صفحة 307 - الجزء 2

[أفعال المدح والذم]

  (أفعال المدح والذم: ما وضع لإنشاء مدح أو ذم) ولهذا لم تتصرف فخرج من هذا نحو: «مدحته وذممته» وكرم ولؤم؛ لأنها تفيد الإخبار لا الإنشاء (فمنها نعم وبئس) وهما وضعا للمدح والذم العامين⁣(⁣١)، وعلامة فعليتهما اتصال تاء التأنيث الساكنة على رأي⁣(⁣٢) نحو: «نعمت وبئست» ولحوق الضمائر نحو: «نعما رجلين الزيدان»، و «نعموا رجالاً الزيدون»، وكذلك بئس، فرجلين ورجالاً تمييز لضميري التثنية، والجمع والفعلان مبنيان على الفتح، وفيهما أربع لغات⁣(⁣٣): كسر الفاء وفتحها وسكون العين وكسرها، وعلى الرابع قال الشاعر:

  ٣٧٢ - ما أقَلَّت قَدَمٌ ناعلها ... نَعِمَ الساعون في الأمر المبَرّ(⁣٤)

  وهذا⁣(⁣٥) عند البصريين والكسائي، وعند الباقين أنهما اسمان⁣(⁣٦) (وشرطهما


(١) أي: لإيقاع المدح والذم على الإطلاق من غير تعيين خصلة مدحته بها أو ذممته بها، ومن غير التقييد بزمان؛ لأنهما خرجا عن طريقة الإخبار فلا يتصرف فيهما.

(٢) فإن الكوفيين يمنعون لحوقها بهما. (نجم الدين).

(٣) عند بني بميم.

(٤) البيت من بحر الرمل وهو لطرفة بن العبد.

اللغة: (أقلت): حملت، (الأمر المبر) الأمر الذي يعجز الناس عن دفعه وإبطاله، و (إقلال قدم لابس النعل) أي: ساترها بالنعل.

الإعراب: (ما) مصدرية ظرفية زمانية (أقلت) أقل فعل ماض والتاء للتأنيث (قدم) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ناعلها) ناعل مفعول به منصوب وناعل مضاف وضمير الغائب مضاف إليه والمصدر المؤول من ما وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالمصدر «فداء» في بيت سابق (نعم) فعل ماض جامد دال على المدح (الساعون) فاعل مرفوع بالواو؛ لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (في الأمر) جار وجرور متعلق بالساعون (المبر) صفة للأمر وصفة المجرور مجرور، وسكنت لضرورة الشعر.

الشاهد فيه: قوله: (نعم الساعون) حيث استعمل (نَعِمَ) على الأصل بفتح النون وكسر العين.

(٥) أي: كون كل منهما فعلاً.

(٦) بدليل دخول حرف النداء عليهما في يا نعم المولى ويا نعم النصير، والجواب أن المنادى محذوف تقديره يا الله نعم المولى.