[الفعل]
  {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا (فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ٤٨}) [الذاريات]، أي: نحن؛ لأن اللام لله تعالى (وساء مثل بئس) في استعمالها لإنشاء الذم واقتضائها فاعلاً وبعده مخصوص ومنه قوله تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا}[الأعراف: ١٧٧]، ففاعل ساء ضمير مستتر راجع إلى المذموم المتصور في الذهن ومثلاً تمييز والقوم هو المخصوص(١) على حذف مضاف ليطابق الفاعل؛ لأنه مفرد أي: مثل القوم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
  (ومنها) أي: ومن أفعال المدح (حبذا) نحو: ما أنشده في الحلل:
  ٣٧٣ - يا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ... وحبذا وادياك الضهر والضلع(٢)
  فإذا دخل عليها النفي صارت للذم كقوله:
(١) ولا يجوز أن يكون المخصوص محذوفاً رأساً كما في الأول لعدم صحة جعل القوم صلة لما قبله كما في الآية السابقة إذ فاعل ساء ضمير مفسر بمثلاً فلا يجوز جعل القوم فاعلاً ولا صفة فيتعين أن يكون مخصوصاً بتقدير حذف مضاف.
(٢) البيت من بحر البسيط وقد نسبه في تاج العروس إلى أحمد بن موسى حين رفع إلى صنعاء.
اللغة: (حبذا) كلمة تدل على المدح (الضهر والضلع) واديان قريبان من مدينة صنعاء.
الإعراب: (يا) حرف نداء والمنادى محذوف (حبذا) فعل ماض يفيد المدح وذا اسم إشارة مبني في محل رفع فاعل (أنت) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر (يا) حرف نداء (صنعاء) منادى (من بلد) من حرف جر زائد وبلد اسم مجرور لفظاً منصوب محلا على أنه تمييز (وحبذا) الواو عاطفة وحب فعل ماض لإنشاء المدح وذا فاعل (وادياك) مبتدأ مؤخر هو المخصوص بالمدح مرفوع بالألف وواديا مضاف وكاف الخطاب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر والجملة الفعلية من حب وفاعلها في محل رفع خبر مقدم (الضهر) بدل تفصيلي من وادياك مرفوع بالضمة (والضلع) الواو عاطفة والضلع معطوف على الظهر والمعطوف على المرفوع مرفوع.
الشاهد فيه: فوله: (يا حبذا) حيث جاء هذا الفعل دالاً على المدح.