مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 325 - الجزء 2

  النكرة؛ لأنه يرمى به من غير قصد إلى متقدم (والضمير مفرد⁣(⁣١) مذكر) لا غير؛ لأنه يعود إلى المقَلّل في الذهن فهو كضمير⁣(⁣٢) نعم وبئس تقول: «ربه رجلاً، ربه امرأة، ربه رجلين، ربه امرأتين، ربه رجالاً، ربه نساء» وقس على ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى، وهذا عند البصريين (خلافاً للكوفيين في مطابقة التمييز) للضمير فيوجبونه؛ لأنه عندهم يعود إلى متقدم⁣(⁣٣) فيقولون: «ربه رجلاً، ربها امرأة، ربهما رجلين أو امرأتين، ربهم رجالاً، ربهن نساء».

  (وتلحقها ما⁣(⁣٤) فتدخل على الجُمَل) الاسمية والفعلية، وتفيد تقليل النسبة⁣(⁣٥) نحو قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الحجر: ٢]، وهذا المضارع في حكم الماضي؛ لتحقق الوعد به وصدقه وإلا فلا يقال: «ربما يقوم زيد» إذ رُبَّ لا تدخل إلا على الماضي، و «ربما قام زيد» وقول الشاعر:

  ٣٨٤ - ربما الجاملُ المؤبّلُ فيهم ... وعناجيجُ بينهن المِهَارُ(⁣٦)


(١) وإن كان التمييز مثنى أو مجموعاً. (جامي).

(٢) قوله: كضمير نعم وبئس ... إلخ الظاهر أنه مثله في عوده إلى ما في الذهن لا أنه مثله في كونه مفرداً مذكراً فإنه قد تقدم أن الضمائر البارزة تلحق نعم وبئس لكن يلزم مما ذكروا أعني من علة إفراد الضمير وتذكيره هنا إفراد الضمير وتذكيره في نعم وبئس.

(٣) في سؤال السائل لفظاً أو تقديراً.

(٤) وقد تكون ما زائدة فتدخل على الاسم ونحوه نحو: «ربما ضربة بسيف صقيل». (جامي).

(*) في (أ) بزيادة: الكافة.

(٥) كقوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الحجر: ٢]، ومعنى التقليل هاهنا أنه يدهشهم أهوال يوم القيامة فيبهتون فإذا وجد منهم إفاقة ما تمنوا ذلك، وقيل: مستعار للتكثير أو التحقيق. (من الشرح الصغير).

(٦) البيت من بحر الخفيف وهو لأبي دؤاد الإيادي.

اللغة: (الجامل): القطيع من الإبل مع رعاته وأربابه (المؤبل): بزنة المعظّم المتخذ للقنية (عناجيج) جمع عنجوج وهو من الخيل الطويلة الأعناق و (المهار): جمع مهر وهو ولد الفرس.

=