مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 324 - الجزء 2

  (لها صدر الكلام) لأنها لإنشاء التقليل فاستحقت التصدير كاستحقاق «كم» له لما كانت لإنشاء التكثير، وهي (مختصة بنكرة) لامتناع التقليل في شخص واحد فلا بد أن يكون بعدها جنس؛ ليتصور فيه التقليل (موصوفة) تلك النكرة بمفرد أو جملة اسمية أو فعلية (على الأصح) إذ معنى «رُبّ» تقليل نوع من جنس فلا بد من الصفة؛ لأن النكرة تدل على الجنس والصفة تدل على النوع فيوفر عليها ما يقتضيه فإذا قلت: «رب رجل كريم لقيت» فقد قللت نوع الكرم من جنس الرجال وقيل: لا تجب الصفة (وفعلها ماضٍ) إذ التقليل لا يتحقق إلا فيما مضى، واشترط الفعل لتتعلق به؛ إذ هو حرف جر على الأصح، خلافاً للكوفيين والأخفش فيجعلونها اسماً⁣(⁣١) ويكون الفعل بعدها خبراً؛ لاستحقاقها صدر⁣(⁣٢) الكلام (محذوف) غالباً للعلم به كما في متعلق الباء في مثل: «» وذلك نحو: «رب رجل كريم»؛ لأنه في التقدير جواب لسؤال تقديره «هل رأيت رجلاً كريماً؟» فتقول: «رب رجل كريم» ولك أن تذكر الفعل فتقول: «رأيت» ولذلك قال الشيخ: (غالبا وقد تدخل على مضمر مبهم مميز بنكرة منصوبة) نحو: «رُبَّه رجلاً جواداً» فرب للتقليل والضمير في رُبَّ عائد إلى المقلل المتصور في الذهن، وذلك الضمير في حكم


= (ترفَعَن) فع مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة (ثوبي) مفعول به مقدم منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وثوب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (شمالات) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: (ربما أوفيت) حيث جاءت رب للتكثير.

(١) مبتدأ.

(٢) واستدلال الأخفش بقوله:

إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... عارا عليك ورب قتل عار

(نجم الدين).