مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 327 - الجزء 2

  لأن⁣(⁣١) رب تقدر بعد الواو في الشعر كما ذكرنا ومثله قوله:

  ٣٨٧ - وقاتم الأعماق خاوي المخترقن  (⁣٢)

  وبعد الفاء أيضاً نحو قوله:

  ٣٨٨ -  فحورٍ قد لهوتُ بهن يوماً ... نواعم في المروط وفي الرباط⁣(⁣٣)


= مفعول ثان لجعلت.

الشاهد فيه: قوله: (وحاجة) حيث عملت رب وهي محذوفة وبقيت واو رب فعملت الجر في حاجة.

(١) الظاهر والله أعلم أن هذا التعليل لإنجرار المجرور بعد الواو كما يدل عليه قوله: وعند الكوفيين أن الجار الواو بنفسها.

(٢) في (خ/ هـ): تمامه: «مشتبه الأعلام لماع الخفقن».

هذا البيت من الرجز وهو لرؤبة بن العجاج أحد الرجاز المشهورين وأمضغهم للشيح والقيصوم والذي أخذ عنه العلماء أكثر غريب (اللغة).

اللغة: (القاتم): كالأقتم الذي تعلوه القتمة وهي لون فيه غبرة وحمرة. و (أعماق): جمع عمق بفتح العين وتضم وهو ما بعد من أطراف الصحراء. و (الخاوي): الخالي. و (المخترق): مهب الرياح وهو اسم مكان من قولهم خرق المفازة واخترقها إذا قطعها ومَرّ فيها.

الإعراب: (وقاتم) الواو واو رب وقاتم مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد وقاتم مضاف و (الأعماق) مضاف إليه (خاوي) صفة لقاتم وخاوي مضاف و (المخترق) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وسكنه لأجل الوقف وخبر المبتدأ جملة من فعل ماض وفاعل في محل رفع وذلك في قوله بعد أبيات تنشطته كل مغلاة الوهق.

الشاهد فيه: قوله: (وقاتم الأعماق خاوي المخترقن) حيث حذف رب وبقيت واوها فعملت الجر في قوله وقاتم.

(٣) البيت من الوافر وهو للمتنخل الهذلي، ويروى: (عِيْنُ) بدل (يوماً).

اللغة: (الحور) بضم الحاء جمع حوراء وهي شديدة سواد العين مع شدة بياضها (المروط) جمع مرط بكسر فسكون وهو الكساء من صوف أو خز و (الرباط) جمع ربطة وهي كل ملحفة ليست ملفقة وإنما هي نسج واحد وقطعة واحدة وهي كل ثوب لين رقيق.

=