مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 343 - الجزء 2

  الجزاء على أن أصله⁣(⁣١): فأنا أكرمه، دخلت «أن» على المبتدأ فنصبته، وأكرمه خبره⁣(⁣٢)، وإن شئت فتحتها على أن التقدير: فجزاؤه إكرامي، فالمبتدأ جزاؤه، وأني أكرمُه في معنى إكرامي وهو⁣(⁣٣) الخبر، أو على أن «أني أكرمه» مبتدأ في تأويل إكرامي، والخبر محذوف تقديره: «فإكرامي حاصل»، والكسر أولى لسلامته من الحذف والتقدير، وفي التنزيل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥٤}⁣[الأنعام]، بالوجهين في أن الأخرى⁣(⁣٤) [والأولى] (و) قول الشاعر:

  ٤٠٣ - وكنت أرى زيداً كما قيل سيداً ... (إذا أنه عبد القفا واللهازم(⁣٥))

  فيما وقعت فيه أن بعد إذا الفجائية، فالكسر على تقدير: فإذا هو عبد القفا واللهازم، فدخلت إنَّ فنصبت المبتدأ وهو ضمير الغائب المرفوع، وعبد القفا خبرها، والفتح على تقدير: فإذا عبوديته حاصلة، فحذف الخبر وهو: حاصلة، والأول أولى؛ لما مر.


(١) في (ب): أصلها، وفي (ج، د) وفاقاً للأصل، والمراد بالعبارة أصل الكلام، والله أعلم.

(٢) وكسرت؛ لأنها دخلت على جملة ابتدائية. (رصاص).

(٣) فلم تدخل إلا على الجزاء الثاني وهو الخبر المفرد. (رصاص).

(٤) كسر الأولى على أنها جملة مستأنفة أو تحمل «كتب» على «قال»، وفتحها على أنها بدل من الرحمة أي: كتب أنه من عمل، أو بأنها مبتدأ محذوف الخبر أي: عليه أنه من عمل والهاء في أنه ضمير الشأن، وكسر الثانية لقطعها عن الأولى أو على أنها تكرير للأولى إذا كسرت، وفتحها على أنها تكرير للأولى إذا فتحت، أو على أنها خبر مبتدأ محذوف أي: فشأنه أنه غفور رحيم، أو على حذف ظرف أي: فعليه الغفران والرحمة.

(٥) تقدم إعراب هذا البيت وهو برقم (٢٦٦).

الشاهد فيه: قوله: (إذا أنه عبد القفا) حيث جاءت همزة «أن» مفتوحة ومكسورة فالفتح على تقدير فإذا عبوديته حاصلة على أن تكون أن ومدخولها مبتدأ والخبر محذوف والكسر على تقدير فإذا هو عبد القفا واللهازم.