مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 356 - الجزء 2

  البصريون: وهذا القول خارج عن القياس واستعمال الفصحاء، والتقدير في البيت وفي المثل⁣(⁣١): «إنك قتلت، وإنك تزينك وتشينك نفسك».

  (وتخفف المفتوحة فتعمل في ضمير شأن مقدر⁣(⁣٢)) لئلا يلزم مزية المكسورة عليها لو لم تعمل في اسم ظاهر أو مقدر مع أنها آكد في شبه الفعل كما مر، وقد أعملنا المكسورة مع تخفيفها كما سبق، وهذه أحق لما ذكرنا فيلزم إعمالها في الضمير المذكور (فتدخل) حينئذ (على الجمل مطلقاً) اسمية نحو: {أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}⁣[يونس]، وقول الشاعر:

  ٤١٥ - في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل(⁣٣)

  وقوله تعالى: {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}⁣[هود: ١٤]، أو فعلية كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}⁣[المزمل: ٢٠]، {وَالْخَامِسَةُ أَنْ غَضِبَ⁣(⁣٤) اَللَّهُ عَلَيْهَا}⁣[النور: ٩]، {وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ}⁣[الأعراف: ١٨٥]، {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا}⁣[المائدة: ١١٣]، و {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ١٤}⁣[سبأ]، و (ألن نجمع عظامه) وقول الشاعر:


(١) فمعمول إن ضمير متصل محذوف وقوله: لنفسك مبتدأ وتزينك خبره، وكذا لهي مبتدأ وتشينك خبر؛ لأن لام الابتداء لا تدخل على الفاعل فإن داخلة على الاسم المقدر والجملة خبر إن، ويجب أن يكون المقدر مخاطباً؛ لأن في الأمثلة ضمير المخاطب.

(٢) والعمل في الظاهر وإن كان أقوى من العمل في المقدر لكن دوام العمل في المقدر يقاوم العمل في الظاهر في وقت دون وقت فلا يلزم ترجيح الأضعف على الأقوى. (جامي).

(٣) للأعشى. تقدم إعراب هذا البيت في الضمائر برقم (٢٣٦).

الشاهد فيه: قوله (أن هالك) حيث عملت (أن) المخففة من الثقيلة على تقدير اسمها ضمير الشأن والجملة الاسمية بعدها في محل رفع خبرها.

(٤) جملة دعائية ولا تفتقر إلى السين وقد؛ لأنه دعاء ذكره ابن مالك، وكذلك الشرطية نحو: «إذا سمعتم» لأن المصدرية لا تقع في الإنشاء والشرط. من النجم الثاقب.