مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 355 - الجزء 2

  من نواسخ المبتدأ نحو: «كان وأخواتها» وذلك ليتوفر لـ «إنْ»⁣(⁣١) ما تقتضيه من دخولها على المبتدأ والخبر قبل الإلغاء؛ لأن تلك الأفعال تطلب المبتدأ والخبر فيكون أيضاً عوضاً عما فاتها من العمل قال الله تعالى: {وإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ١٨٦}⁣[الشعراء]، {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ٣}⁣[يوسف]، {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ١٠٢}⁣[الأعراف]، ولأن معنى «إن كان زيدٌ لقائماً»: إن زيداً لقائمٌ، بخلاف سائر الأفعال فلا تدخل إن عليها لعدم ما ذكرنا.

  (خلافاً للكوفيين في التعميم) فإنهم يقولون: تدخل على جميع الأفعال بدليل قول الشاعر:

  ٤١٤ - تالله ربك إن قتلت لمسلماً ... وجبت عليك عقوبة المتعمد(⁣٢)

  وقول بعضهم: «إنْ تزينك لنفسك، وإنْ تشينك لهيه» ويزعمون أنَّ «إنْ» هذه النافية وليست بمخففة، ويقدرون لما نصب بعدها ناصباً⁣(⁣٣) غيرها. قال


(١) عبارة الإيضاح لئلا يخرج عن أصلها بالكلية.

(٢) البيت من الكامل وهو لعاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل القرشية العدوية ترثي زوجها الزبير بن العوام وتدعو على عمرو بن جرموز قاتله.

اللغة: (وجبت) أي: ثبتت ويروى مكانه (حلت عليك) أي: نزلت. ويروى (شلت يمينك) مكان (تالله ربك)

الإعراب: (تالله)، ويروى: (بالله) مكان (تالله) جار ومجرور متعلق بفعل القسم المحذوف (ربك) رب صفة ورب مضاف والضمير مضاف إليه (إن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن (قتلت) فعل وفاعل (لمسلماً) اللام الفارقة ومسلما مفعول به لقتل والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن المخففة (وجبت) وجب فعل ماض والتاء للتأنيث (عليك) جار ومجرور متعلق بوجب (عقوبة) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وعقوبة مضاف و (المتعمد) مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله: (إن قتلت لمسلماً) حيث ولي (إن) المخففة من الثقيلة فعل ماض غير ناسخ وهو قتلت وهذا شاذ عند البصريين لا يقاس عليه إلا عند الأخفش.

(٣) فنصب كلا بفعل يفسره ليوفينهم أو بليوفينهم نفسه واللام بعدها بمعنى إلا. (خبيصي).