مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 359 - الجزء 2

  (ويلزمها مع الفعل⁣(⁣١) السين⁣(⁣٢) أو سوف أو قد أو حرف النفي أو لو) كما قدمنا في الآيات والأبيات في الحاشية السابقة، للفرق بينها وبين أن المفتوحة المخففة المصدرية الناصبة للفعل فتقول: «أريد أن سيقوم، وأن سوف يقوم، وأن قد يقوم، وأن لا يقوم، وأن لو يقوم»، وقد قرئ: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ


= وهو من قصيدة لجنوب بنت العجلان بن عامر الهذلية ترثي فيها أخاها عمراً الملقب ذا الكلاب.

اللغة: (أنك ربيع): أرادات أنه للضيفان والمرملين بمنزلة الربيع كثير النفع واصل العطاء، و (غيث مريع): الغيث المطر والمراد به هنا الكلأ الذي ينبت بسبب المطر ومريع بفتح الميم أو ضمها خصيب، (الثمال) بكسر المثلثة الذخر والغياث.

الإعراب: (بأنك) الباء حرف جر وأن مخففة من الثقيلة والكاف ضمير المخاطب اسم أن مبني على الفتح في محل نصب (ربيع) خبر أن مرفوع بالضمة وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء وهي متعلقة بعلم في بيت سابق (وغيث) الواو عاطفة وغيث معطوف على ربيع (مريع) صفة لغيث (وأنك) الواو عاطفة وأن مخففة من الثقيلة أيضا والكاف اسمها (هناك) هنا ظرف زمان متعلق بتكون أو بقوله الثمال الآتي لأنه متضمن معنى المشتق والكاف حرف خطاب (تكون) فعل مضارع ناقص مرفوع واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت (الثمالا) خبر تكون منصوب وجملة تكون واسمه وخبره في محل رفع خبر أن وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور معطوف بالواو على المصدر السابق.

الشاهد فيه: قوله: (بأنك ربيع) (وأنك تكون الثمالا) حيث خففت أن في الموضعين وأعملت مع بروز اسمها وهو الكاف وهذا خلاف الأصل الغالب الجاري على ألسنة جمهرة العرب.

(١) المتصرف بخلاف غير المتصرف مثل قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) (وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم). (جامي)؛ لأن المصدرية لا تدخل عليه.

(٢) قوله: السين أو سوف أو قد، قال في «الجامي»: ولزوم هذه الثلاثة الأمور للفرق بين المخففة وبين أن المصدرية الناصبة، وليكون كالعوض من النون المحذوفة. وقوله: أو حرف النفي قال فيه أيضاً، وليس لزوم حرف النفي إلا ليكون كالعوض من النون المحذوفة فإنه لا يحصل بمجرده الفرق بين المخففة والمصدرية فإنه يجتمع مع كل منهما، فالفارق بينهما إما من حيث المعنى؛ لأنه إن عُني به الاستقبال فهي المخففة وإلا فهي المصدرية، وإما من حيث اللفظ فلأنه إن كان الفعل المنفي منصوباً فهي المصدرية وإلا فهي المخففة.