مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حروف الزيادة]

صفحة 381 - الجزء 2

[حروف الزيادة]

  (حروف الزيادة) سميت بذلك؛ لأنها قد تزاد للتأكيد⁣(⁣١) وتعرف زيادتها بأنها لو حذفت لم يختل أصل المعنى، وتسمى حروف الصلة أيضا؛ لكونها يتوصل بها إلى تصحيح وزن أو سجع أو تأكيد وهي سبعة حروف: (إنْ وأَنْ وما ولا ومن والباء واللام فإن) مكسورة مخففة تزادُ (مع ما النافية)⁣(⁣٢) لتأكيد النفي زيادة مطردة كقول الشاعر:

  ٤٣٦ - ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم هانئ أنيق جرب(⁣٣)


= تقديره أنا وهن ضمير متصل في محل نصب مفعول به والهاء للسكت (ويقلن) الواو عاطفة ويقلن معطوف على يلمنني ونون النسوة فاعله (شيب) إما مبتدأ والتنوين للتعظيم (قد) حرف تحقيق (علاك) علا فعل ماض وفاعله ضمير مستتر والكاف مفعول به والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر وإما أن يكون شيب خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا شيب وتكون الجملة بعده في محل رفع صفة لشيب والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول (وقد) الواو للحال وقد حرف تحقيق (كبرت) فعل وفاعل والجملة الفعلية في محل نصب حال (فقلت) الفاء عاطفة وقلت فعل وفاعل (إنه) إن حرف بمعنى نعم والهاء فيه للسكت.

الشاهد فيه: قوله: (فقلت إنه) حيث وردت «إن» بمعنى نعم والهاء فيها للسكت وفي البيت الأول شاهد وهو قوله: (وألومهنه) حيث ألحق هاء السكت بالكلمة لبيان الحركة وكراهية اجتماع الساكنين.

(١) لا أنها لا تقع إلا زائدة، ومعنى كونها زائدة أن أصل المعنى بدونها لا يختل لا أنها لا فائدة لها أصلاً؛ فإن لها فوائد في كلام العرب إما معنوية وإما لفظية، فالمعنوية تأكيد المعنى كما في «مِن» الاستغراقية، والباء في خبر ليس. وأما اللفظية فهي تزيين اللفظ وكونه بزيادتها أفصح أو كون الكلمة أو الكلام بسببها مهيأ لاستقامة وزن الشعر أو لحسن السجع أو غير ذلك ولا يجوز خلوها عن الفائدتين معاً وإلا لعدت عبثاً، ولا يجوز ذلك في كلام الفصحاء ولا سيما في كلام الباري سبحانه وتعالى. (من الجامي).

(٢) في (أ): زيدت لتأكيد وفي (ب): تزاد مع تقديمٍ في اللفظ كما أثبتناه.

(٣) البيت لدريد بن الصمة.

اللغة: (الهانئ) هو الذي يطلي النوق بالقطران (أنيق) بتقديم النون جمع ناقة وقد تقدم الياء على =