[الحرف]
  وقال تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}[مريم: ٢٦]، و «إما نذهبن بك» ويلزم فعل «إما» نون التأكيد غالباً لأجل زيادة التأكيد، ومثل «إما تقم أقم» قليل (و) تزاد مع (بعض حروف الجر) فزيدت مع الباء قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}[النساء: ١٥٥]، ومع من في قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}[نوح: ٢٥]، ومع عن كقوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ}، (وقلَّت(١)) زيادتها (مع المضاف) نحو: «غضبت من غير ما جرم» وقوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ}[القصص: ٢٨]؛ أي: من غير جرم وأيُّ الأجلين(٢).
  (و) تزاد (لا مع الواو وبعد(٣) النفي) نحو: «ما جاءني زيد ولا عمرو» قال الله تعالى: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ١٣٧}[النساء]، وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}[فصلت: ٣٤]، وذلك لكون الواو تكفي في كون المعطوف منفياً لعطفه على المنفي؛ إذ حرف العطف بمثابة تكرير العامل. (و) تزاد لا (بعد أن المصدرية) كقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا(٤) تَسْجُدَ}[الأعراف: ١٢]، أي: ما منعك من السجود وقوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ
= منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف حال وتحت مضاف وأذيال مضاف إليه و (أذيال) مضاف و (الدجى) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وجواب الشرط مذكور في بيت بعده وهو قوله: فكل ما لاقيته مغتفر.
الشاهد فيه: قوله: (إما) حيث زيدت ما بعد إن الشرطية.
(١) أي: بين المضاف والمضاف إليه.
(٢) وقيل: ما (فيها نكرة، والمجرور بعدها بدل منها.
(٣) لفظاً كالمثال أو معنى نحو: قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
(٤) والمعنى ما منعك من السجود؛ لأنه لم يمتنع من عدم السجود فثبت أن الامتناع عن السجود فتكون لا زائدة.