مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 384 - الجزء 2

  وقال تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}⁣[مريم: ٢٦]، و «إما نذهبن بك» ويلزم فعل «إما» نون التأكيد غالباً لأجل زيادة التأكيد، ومثل «إما تقم أقم» قليل (و) تزاد مع (بعض حروف الجر) فزيدت مع الباء قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}⁣[النساء: ١٥٥]، ومع من في قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}⁣[نوح: ٢٥]، ومع عن كقوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ}، (وقلَّت⁣(⁣١)) زيادتها (مع المضاف) نحو: «غضبت من غير ما جرم» وقوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ}⁣[القصص: ٢٨]؛ أي: من غير جرم وأيُّ الأجلين⁣(⁣٢).

  (و) تزاد (لا مع الواو وبعد⁣(⁣٣) النفي) نحو: «ما جاءني زيد ولا عمرو» قال الله تعالى: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ١٣٧}⁣[النساء]، وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}⁣[فصلت: ٣٤]، وذلك لكون الواو تكفي في كون المعطوف منفياً لعطفه على المنفي؛ إذ حرف العطف بمثابة تكرير العامل. (و) تزاد لا (بعد أن المصدرية) كقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا⁣(⁣٤) تَسْجُدَ}⁣[الأعراف: ١٢]، أي: ما منعك من السجود وقوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ


= منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف حال وتحت مضاف وأذيال مضاف إليه و (أذيال) مضاف و (الدجى) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وجواب الشرط مذكور في بيت بعده وهو قوله: فكل ما لاقيته مغتفر.

الشاهد فيه: قوله: (إما) حيث زيدت ما بعد إن الشرطية.

(١) أي: بين المضاف والمضاف إليه.

(٢) وقيل: ما (فيها نكرة، والمجرور بعدها بدل منها.

(٣) لفظاً كالمثال أو معنى نحو: قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين).

(٤) والمعنى ما منعك من السجود؛ لأنه لم يمتنع من عدم السجود فثبت أن الامتناع عن السجود فتكون لا زائدة.