سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 110 - الجزء 1

  والمقامَ المحمودَ، وأعطِه الحوضَ المورودَ الذي وعدتَه يا أرحمَ الراحمين، وصل اللهم على أخيه ووصيه وبابِ مدينةِ علمِه الأنزعِ البطينِ بدرِ بدرٍ وحنين، الفادي بنفسِه سيدَ الكونينِ، يعسوبِ الدينِ وتاجِ الموحدين، أبي الأئمةِ الأطايبِ أشجعِ طاعنٍ في سبيلِ اللهِ وضارب، مولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ في المشارقِ والمغاربِ، أميرِ المؤمنين وسيدِ الوصيين علي بن أبي طالبٍ، وعلى زوجتِه الحوراء فلذةِ كبدِ المصطفى، وخامسةِ أهلِ الكساءِ وسيدةِ النساءِ، فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وعلى ولديهما الأعظمين ريحانتي الرسولِ وسيدي شبابِ أهلِ الجنةِ في الجنةِ أبي محمدٍ الحسنِ، وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ.

  وصل اللهم على إمام الجِدِّ والاجتهادِ صاحبِ المنهجِ الحقِّ الجلي الولي ابنِ الولي الإمامِ زيدِ بنِ علي، وصل اللهم على الإمام الهادي إلى الحق القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ، وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيئِك المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين، وارض اللهم عن الصحابةِ الأخيارِ من الأنصارِ والمهاجرين، وعنّا معهم بفضلِك ومنِّك يا كريم.

  اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، اللهم أهلك الكفرةَ والملحدين والمفرقين بين المسلمين والصادين عن ذكرِك والمخربين لدينِك والمتقطعين في سبيلِك والمعادين لأوليائِك، اللهم فرِّق جمعهم وشتت شملَهم واجعل الدائرةَ عليهم واكفنا بهم كيف شئتَ وأنى شئتَ يا قويُّ يا عزيزُ يا جبارُ يا منتقم.

  عبادَ الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

  فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم، واشكروه على نعمِه يزدْكم وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

  * * * * *