سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 146 - الجزء 1

  عبادَ الله: إن يومَكم هذا من شعائرِ الله التي أمرَ بتعظيمِهما وضاعفَ الأجرَ للمطيعين فيها، فعظموا هذا اليومَ بالعملِ وأجِلُّوه بتركِ العصيان، وأكثروا فيه من الصلاةِ والسلامِ على نبيكم الكريمِ امتثالاً لأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصل وسلم على أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدٍ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وصل اللهم وسلم على أخيه ووصيه من بعدِه الليثِ الغالبِ مولانا الإمامِ علي بنِ أبي طالبٍ، وصل اللهم على زوجته الحوراءِ فلذةِ كبدِ المصطفى فاطمةَ البتولِ الزهراءِ وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللِه الحسينِ، وصل اللهم على مولانا الإمام الولي بن الولي زيدِ بنِ علي، وصل اللهم على الإمامِ الهادي للحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيئِكَ المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين، وارضَ اللهم عن صحابةِ نبيِّك الأخيارِ من المهاجرين والأنصار، وارضَ عنا معهم بفضلِك ومَنِّك يا كريمُ، اللهم إنا نسألُك حبَّك وحبَّ من يحبُّك وحبَّ كلِّ عملٍ يقربنا إليك.

  اللهم عرفنا بِكَ وارزقنا خوفَك وإجلالَ حرمتِك وتعظيمَ شعائرك واجعلنا من الراشدين، اللهم اجعلنا من حزبِك فإن حزبَك هم الغالبون واجعلنا من جندِك فإن جندَك لهم المنصورون، واجعلنا من أوليائِك فإن أوليائَك لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

  اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين واخذلِ الكفرةَ والملحدين والمفرقين بين المسلمين والصادينَ عن ذكرِكَ والمخربين لدينِكَ والمتقطعين في سبيلِكَ والمعادين لأوليائِك أينما كان كائنهم اللهم فرق جمعَهم وشتت شملَهم وأنزل عليهم بأسَكَ الذي لا يرد عن القوم الظالمين اللهم اكفنا الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطنَ وجنبنا كلَّ شرٍّ وبليهٍ يا أرحمَ الراحمين اللهم اجعل بلدنا هذا وسائرَ بلادِ المسلمين آمنا مطمئنا يا ربَ العالمين وآخر دعوانا ان الحمد لله ربِّ العالمين.