الخطبة الثانية
  وهكذا بدأتْ جاهليةُ آخرِ الزمانِ حالُها حالُ الجاهليةِ الأولى في الإنكارِ والتصدي للدينِ والاستهزاءِ به وبحامليه مِصْدَاقاً لحديثِ المصطفى ÷ القائل: «بُعِثْتُ بين جاهليتين أخراهما أعظمُ من أولاهما».
  عبادَ الله: أن يومَكم هذا يومٌ مباركٌ ميمون، فأكثروا فيه من الصلاةِ على نبيكم الكريمِ امتثالاً لأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
  اللهم فصل وسلم وبارك وترحم على عبدِك ونبيِّك الخاتمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وصل اللهم وسلم على أخيه الليثِ الغالبِ الإمام علي بنِ أبي طالب، وعلى زوجتِه البتولِ الزهراءِ سيدةِ نساءِ الدنيا والأخرى، وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين أبي محمدٍ الحسنِ، وأبي عبدِ اللهِ الحسين.
  وصل اللهم وسلم على إمامِ الجدِّ والاجتهادِ الولي بن الولي الإمامِ زيدِ بنِ علي، وعلى الإمامِ الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بن الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيم، وعلى سائرِ أهلِ بيت نبيِّك المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين، وعلى من بينننا وبينهم من الأئمةِ الهادين، وارضَ اللهم عن الصحابةِ الأخيارِ من الأنصارِ والمهاجرين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وارضَ عنا معهم بفضلِكِ ومنك يا أرحمَ الراحمين.
  اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين ووحد صفَّهم وأعلِ رايتَهم وأنزل عليهمُ السكينةَ وأثبهم فتحاً قريباً، اللهم أخذل مَن خَذَلَ المسلمين وأهلك الكفرةَ والمعاندين والمفرقين بين المسلمين والصادين عن ذكرِك والمخربين لدينِك والمتقطعين في سبيلِكَ والمحاربين لأوليائِكَ من اليهودِ والنصارى والموالين لهم، يا قويُّ يا عزيز.
  اللهم فرقْ جمعَهم وشتتْ شملَهم وأهلك أولَهم وآخرَهم وأنزل عليهم بأسَكَ الذي لا يُرَدُّ عن القومِ الظالمين وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ رب العالمين.