سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

[17] - الصلاة

صفحة 193 - الجزء 1

[١٧] - الصلاة

  

  الحمد لله الذي فرض الصلاةَ على عبادِه رحمةً بهم وإحسانا، وجعلها صلة بينه وبينهم ليزدادوا بذلك إيمانا، وكررها كلَّ يومٍ حتى لا يحصلَ لهم الجفاء، ويسرها عليهم حتى لا يحصل لهم التعبُ والعناءُ، وأجزلَ لهم ثوابها، فكانت بالفعل خمسا، وبالثواب خمسين فضلاً منه وامتنانا.

  وأشهد ألّا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له خالقُنا، ومولانا.

  وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه أخشى الناس لربِّه سراً وإعلانا، الذي جعل اللهُ قرةَ عينِه في الصلاةِ، فنعم العملُ الصلاة لمن أراد به فضلاً ورضواناً، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وسلم تسليماً كثيراً.

  أما بعد:

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

  عبادَ الله: اعلموا رحمني الله وإياكم بأن الله خلقنا ليبتليَنا ومكننا ليختبرَنا، وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً لينظرَ شكرنا، والشكر لله يكون بالعمل بمقتضى أوامره كما قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} فالعمل بما كلفنا الله به هو عينُ الشكرِ {وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} والله سبحانه وتعالى قد كلفنا بواجباتٍ يمحصنا بها ليعلمَ المفسدَ من المصلحِ، وليميزَ الخبيثَ من الطيبِ، ومن أعظمِ هذه التكاليف أركانُ الإسلامِ الخمسةُ التي بني عليها الإسلامُ وهي: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاةِ، وصومُ رمضانَ، وحجُّ البيتِ من استطاع إليه سبيلا.