الخطبة الثانية
  مصهورٍ من الحميمِ يؤدي عليه كلَّ صلاةٍ ضيعَها في الدنيا ومن ورائِه عذابٌ غليظ.
  عبادَ الله: إن الله قد توعدَ تاركَ الصلاةِ وأغلظَ العقابَ على من عصاه، وحكم الشرع أن يُستتابَ القاطعُ للصلاةِ ثلاثةَ أيامٍ فإن تابَ وإلا قُتِلَ، فلا يُغسل، ولا يُقبرُ في مقابرِ المسلمين.
  - فهذا ما تيسر نقلُه من أمرِ الصلاة، والعاقلُ من عَمِلَ لنفسِه، وأوفى بعهدِ اللهِ الذي قلد به عنقَه، والحَكَمُ اللهُ والموعدُ القيامةُ، وإلى الله تُرجعُ الأمورُ.
  اللهم إنا نعوذ بك من الضلال بعد الرشاد، ومن قلة الزاد، ووحشةِ المعادِ، ومن عيشةٍ في شدةٍ، وموتٍ على غير عُدةٍ، ومن الشقاءِ وسوءِ المآب وحرمان الثواب.
  اللهم اجعلنا من المؤمنين المفلحين الذين هم على صلواتِهم يحافظون، والذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم على صلاتِهم دائمون، ومن الذاكرين الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.
  عبادَ الله: أكثروا في هذا اليوم وأمثاله، من الصلاة على نبيكم الأمين وآله، كما أمركم الله ﷻ، حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
  اللهم فصل وسلم على الطاهر المطهر والنور الأزهرِ سيدنا ومولانا محمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ المطلب.
  وصل اللهم وسلم على أخيه وابنِ عمه الإمامِ علي بنِ أبي طالب، وعلى زوجتِه الحوراءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وعلى ولديهما الأكرمينِ الحسنِ والحسينِ، وعلى الوليِّ بنِ الولي مولانا الإمامِ زيدِ بنِ علي، وعلى إمامِ اليمنِ الهادي إلى الحقِّ القويمِ الإمامِ الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم، وعلى سائر أئمة المسلمين دعاة منهم ومقتصدين.